عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كتب الدكتور جابر عصفور مقالًا فى جريدة الأهرام يوم الجمعة ٢٧ يوليو تحت عنوان «ذكرى نصر حامد أبو زيد» منتقدًا حكم محكمة النقض الصادر ضده فى ٥ أغسطس ١٩٩٦ قائلاً بأن ذلك الحكم أصاب سمعه ومصداقية القضاء المصرى بأضرار بالغة.

وقد عرضنا لهذا الحكم فى كتابنا عن حقوق الانسان تحت بند حرية الرأى والتعبير وشفعنا ذلك بنشر حيثيات حكم محكمة النقض بهامش صفحتى ١٨٨ و١٨٩ حيث قالت المحكمة «إن الدستور يكفل فى المادة ٤٧ منه حرية الرأى فى حدود القانون وفقًا للضوابط والحدود التى يسمح بها النظام الاساسى للدولة والقواعد التى يقوم عليها هذا النظام وفى صدارتها أحكام الشريعة الاسلامية ولو انه احتفظ باعتقاده فى سريرة نفسه دون الاعلان عنه تلقينا لطلبته وطبعه ونشره فان الشريعة لا تفتش فى مكنونه النفسى ولا تشق قلوب الناس ولا تنقب فى سرائرهم لأن ذلك متروك لله وحده، إلا أن الجهر بالسوء من القول طغيا فى عقيدة المجتمع والدعوة إلى ازدرائها يتصادم مع النظام العام و هو ما لا يقره أى تشريع او نظام.

وأوضحت المحكمة فى صفحة ٢٠ وما بعدها ما هو ثابت فى حق الدكتور حامد نصر أبوزيد مما أبداه فى مصنفاته المبينة بالأوراق، انها تضمنت جحدا لآيات القران الكريم القاطعة بأن القرآن كلام الله، إذ وصفه بأنه منتج ثقافى وينكر سابقة وجوده فى اللوح المحفوظ ويعتبره مجرد نص لغوى ويصفه بأنه ينتمى إلى ثقافة البشر وانه تحول إلى نص انسانى «متأنس» منحيا عنه صفة القدسية استهزاءا بقيمته.

وينكر ان الله تعالى هو الذى سمى القرآن بهذا الاسم جاحدًا للآيات القرآنية التى صرحت بذلك مع كثرتها، وذكر فى أبحاثه أن الاسلام ليس له مفهوم موضوعى محدد منذ عهد النبوة إلى يومنا هذا، وهو قول هدف به إلى تجريد الاسلام من أى قيمة أو معنى، ووصفه بأنه دين عربى لينفى عنه عالميته وانه للناس كافة، ووصف علوم القرآن بأنها تراث رجعى، وهاجم تطبيق الشريعة الاسلامية، ونعت ذلك بالتخلف والرجعية زاعما أن الشريعة هى السبب فى تخلف المسلمين وانحطاطهم ويصف العقل الذى يؤمن بالغيب بأنه غارق فى الخرافة،

وصرح بأن الوقوف عند النصوص الشرعية يتنافى مع الحضارة والتقدم ويعطل مسيرة الحياة ويتهم النهج الالهى بتصادمه مع العقل بقوله «معركة تقودها قوى الخرافة والاسطورة باسم الدين والمعانى الحرفية للنصوص الدينية، وتحاول قوى التقدم العقلانية ان تنازل الخرافة على أرضها، وهذا من الكفر الصريح.

وسخر من نصوص الكتاب العزيز مستخفًا بقوله إن النص القرآنى حول الشياطين إلى قوة معوقة وجهل السحر أحد ادواتها، بما معناه ان القرآن الكريم حوى كثيرًا من الأباطيل وسار على هذا النهج المضاد للاسلام فى تعاهده وعقائده وأصوله بجرأة وغلو وتجريح نافيًا عن مصادره الرئيسة مالها من قداسة، ولم يتورع فى سبيل ذلك ان يخالف الحقائق الثابتة حتى التاريخية منها، وكان هذا هو منهجه وهو مدرك لحقيته وفحواه فى ميزان الشريعة، إذ انه نشأ مسلمًا فى مجتمع اسلامى ويعمل استاذًا للغة العربية والدراسات الاسلامية بكلية الآداب جامعة القاهرة ومثله لاتخفى عليه أحكام الاسلام، وإذا انكر ما هو معلوم من الدين، فإنه يعد مرتدًا عن دين الاسلام لاظهاره الكفر بعد الايمان.

تلك هى حيثيات حكم محكمة النقض.. فما الذى يعيبها كما ذهب كاتب الاهرام؟ وهل فى الحكم ما يقلل احترامنا لمحاكمنا العليا؟