رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أجمل ما فى المصريين أنهم جبهة وطنية واحدة جمعت كل التيارات تحت راية واحدة ضد عدو يريد تقويض الدولة المصرية وهدم أركانها، ونشر الفوضى والاضطراب وتخريب البلاد.. أجمل ما فى المصريين منذ ثورة 30 يونيه، أنهم شكلوا جبهة وطنية، ليس الهدف منها تحقيق مكاسب شخصية لأفراد فى أحزاب أو قوى سياسية، إنما المراد الأول والأخير هو التصدى فى منظومة فكرية وثقافية لكل من تسول له نفسه النيل من  أمن مصر واستقلالها. أجمل ما فى المصريين أنهم نسوا انتماءاتهم الحزبية والسياسية والتف الجميع بمن فيهم المنتسبون إلى النقابات العمالية والمهنية والفلاحين تحت راية واحدة، يجمعهم جميعاً هدف أسمى هو لم الشمل المصرى فى مواجهة عدو غاشم اتخذ من الإرهاب سبيلاً لتحقيق متطلباته.

وهذه ليست المرة الأولى التى تتوحد فيها إرادة المصريين ضد عدو يضمر كل شر للوطن، وكانت من قبل ثورة 30 يونيه، وهذا المشهد الذى تحاكى به العالم، حيث خرجت الملايين معلنة التصدى لحكم الجماعة الإرهابية الذى استمر اثنى عشر شهراً، وتكرر هذا المشهد مرة أخرى فى «3 يوليه» عندما فوض المصريون الدولة وجيش مصر العظيم باتخاذ الاجراءات المناسبة ضد الجماعة الإرهابية التى عاثت فى الأرض فساداً وتخريباً.. وقد تجمع المصريون تحت فكر واحد ورأى واحد هو التصدى لجماعات الإرهاب والتطرف.. وهذا التوحد فى حد ذاته ظاهرة محمودة وإثبات للعالم أجمع أن إرادة المصريين صلبة لا تقهرها أياً من كان.

أذكر بهذا الحديث، لأنه ليس هناك أهم من الحفاظ على الدولة المصرية وعدم تعرضها لأية هزات أو تعريض المواطن للخطر، ولابد من الشد من أزر الحكومة فى اتخاذ كل التدابير اللازمة بما يضمن سلامة واستقرار البلاد بعيداً عن أية مؤثرات جانبية، فلا نلتفت مثلاً للمزايدين تحت مزاعم واهية كثيرة، خاصة الجمعيات الحقوقية التى تزايد على الدولة المصرية وتدعى أباطيل كثيرة وتتجاوز، ولذلك لا يجوز أن نقف صامتين أمام كل محاولات العبث التى تنال من سلامة وأمن واستقرار البلاد.. وهنا لا نكون مبالغين إذا طالبنا بكل إجراء استثنائى، يناسب الفعل الاستثنائى الذى يمارسه الإرهابيون بهدف إحباطهم المشروع الوطنى المصرى الذى تتبناه الدولة، بل والسعى إلى نشر الشائعات بهدف نشر اليأس والإحباط بين الناس... ولذلك لا يجوز التزايد بزعم حقوق المواطن، فى حين أن الوطن يتعرض للخطر الفادح.. وهناك مبدأ فى الشريعة الإسلامية يقضى بجواز التضحية بالفرد من أجل الجماعة.

وهنا أعتب على الانفلات الإعلامى الذى يصيب المواطن بالإحباط ويقتل بداخله الأمل، وهذا ما تسعى إليه كل جماعات الشر المناهضة للمشروع الوطن المصرى. مصر تتعرض لمؤامرة كبرى تهدد كيان الدولة بل تهدف إلى إسقاطها، فهل يجوز للإعلام بعد ذلك أن يصمت؟.. هل يجوز وهناك خطر فادح يحيق بالدولة من كل اتجاه أن نقف صامتين أمام الذين يدبرون المكائد؟.. المسألة الرئيسية أننا فى سبيل الحفاظ على أمن الوطن وسلامة الدولة. المكائد والمخططات لابد لها من اتخاذ إجراءات رادعة ضد كل الذين تسول لهم أنفسهم أن ينالوا من الدولة أو محاولة إسقاطها، وغير مقبول بالمرة الأصوات التى بثت سمومها بزعم الحريات، فأى حريات ستكون إذن مع سقوط الدولة؟! وأى حق ممكن أن يكتسبه المواطن والدولة منهارة؟ فى ظل الظروف الاستثنائية التى تتعرض لها البلاد من إرهابيين، لابد أن نميز بين الحق وتقييد الحق، وإذا استدعت الظروف فلا مانع من تقييد  هذا الحق لمصلحة البلاد العليا.. لابد من التعامل بصرامة شديدة مع المتآمرين سواء فى الداخل أو الخارج.

وفى هذا الصدد نذكر بما قام به الرومان عندما وصفوا العدالة قائلين: القوة بلا ميزان قوة غاشمة، والميزان بلا قوة عدل ضعيف، وهو ما جعلهم يضعون العدالة فى ميزان، فالميزان فى الظروف العادية، أما فى ظروف المؤامرات وتهديد كيان الدولة فلابد من اتخاذ اجراءات استثنائية أمام الفعل الاستثنائى الخطير الذى يهدد سلامة الدولة والوطن، وبما أن مصر تواجه مخططاً إرهابياً غاشماً فلابد من اتخاذ إجراءات رادعة تناسب التعامل مع هذا المخطط الإرهابى.

[email protected]