رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

صحيح تماماً، ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فقد كنت أتمنى أن يتجاهل الرئيس السيىسى فى كلمته بمؤتمر الشباب، الإشارة إلى هشتاج «ارحل ياسيسى» الذى لم أكن أعرف به سوى من إشارته التى غدت بمثابة ترويج له، ناهيك عن أن يعبر عن غضبه منه بجملة تحفل بالالتباس والتعجل بالقول إن ما يفعله سيحاسبه الله عليه «سواء رضيتم أم لا». والسبب بسيط يمكن استنتاجه، وهو أن معظم من هم وراء ذلك الهشتاج هم طبعاً من جماعة الإخوان المنحلة التى تفح يومياً سمومها وكراهيتها عبر قنواتها التركية والقطرية، ليس للنظام فقط، بل للشعب المصرى كذلك، بالإضافة إلى أنصارها من القوى الثورية الفوضوية، التى حولت معارضتها إلى محض وظيفة. وحتى لو كان من غيرهم، فإن كثيرين ممن يؤيدون الرئيس، ويحفظون له دوره التاريخى، فى تخليص مصر من فاشية دينية كانت تخطط للبقاء فى السلطة خمسمائة عام، وحمايتها من حرب أهلية كانت قد بدأت مظاهرها فى ميدانى رابعة والنهضة، ويساندونه فى إعادة بناء مؤسسات الدولة التى تهدمت، وفى ترسيخ وحدة القوى الأمنية فى الجيش والشرطة، ودعم حربها المقدسة لتحرير سيناء من عناصر الإرهاب الدولى التى وطنتها جماعة الإخوان فى سهولها وجبالها، فكثيرون من بين هؤلاء يختلفون معه على بعض سياساته وبخاصة الجانب الاقتصادى منها، الذى اعترف الرئيس بالأعباء الضخمة التى يتحملها غالبية المواطنين من الآثار السلبية الناجمة عن السياسة الاقتصادية القائمة. وعلينا ألا ننسى أن بعض من يجلسون لممارسة هذا النوع من الأنشطة على الفيس بوك، بإطلاق الحملات أو بالمشاركة بها لترويجها،هم ممن يستهويهم السير فى ركاب الجموع سواء كان السير هو احتفاء، أم جنازة يشبعون فيها لطم الخدود وشق الجيوب،على اعتبار ذلك هو المظهر الوحيد لديهم للثورية المنتفشة بالاستهواء!

وبناء على ما سبق فإن هذا اللون من الحملات الدعائية على العالم الافتراضى فى وسائل التواصل الاجتماعى لم تكن الأولى، ولعلها لن تكون الأخيرة، وهى أشياء معهودة فى الدول الديمقراطية التى تحفل بالتعدد الحزبى والفكرى والسياسى، ومن المبالغة المفرطة أن يعتبرها البعض دليلاً على توجهات الرأى العام، أوعن رفضه أو قبوله للنظام القائم، فضلاً عن أن توقف الرئيس أمامها وإلقاء الضوء عليها يبعث بإشارات سلبية تغرى بتكرارها، وتهز المكانة التى يمنحها الدستور لمؤسسة الرئاسة. ورضا المواطنين أو عدم رضاهم، لا يصنعه هشتاج، بل تحركه سياسات تخفف عنهم وطأة الحياة، وترفع عن كاهلهم أعباء غلائها، وتمنح لهم الفرص الكريمة لتلبية احتياجاتهم المعيشية.

عقب انتهاء الرئيس من كلمته، تنامى إلى سمعى صوت محمد فوزى يشدو: قلبى بهواك مشغول، وعذابى معاك حيطول، وإن كان على قول العزال، خلى اللى يقول يقول. كما ذكرتنى الأغنية بأبيات للمتنبى كان يهجو فيها مجموعة من الشعراء ممن كانوا يحسدونه على المكانة الرفيعة التى حظى بها وتقول:

أفى كل يوم تحت ضـبنى «إبطى» شويعر

ضعيفُ يقاوينى،قصير يطاولُ

لسانى بنطقى صامتٌ عنه عادلُ

وقلبى بصمتى ضاحكٌ منه هازلٌ

وأتعبُ من ناداكَ من لا تجيبه.

أوغيظُ من عاداك من لا تُشاكلُ

وياسيادة الرئيس خللى اللى يقول يقول.