رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

عملت بقسم الحوادث فى بداية التحاقى بـ«الوفد»، واستفدت من علاقاتى الجيدة وصداقاتى الوطيدة بضباط البحث الجنائى وأعضاء النيابة فى تحليل الجريمة، وكنت أعشق كتابة أدق التفاصيل عن جزء مهم فى البحث الجنائى وهو تمثيل الجريمة عندما يصطحب أعضاء النيابة الجانى إلى مسرح الجريمة لتمثيل كيفية ارتكابه لها، وكان الجانى يقوم بأداء تمثيلى مطابق للواقع، وكانت الجريمة العائلية أكثر ما يحز فى نفسى عندما يكون المتهم قد قتل زوجته أو العكس، وأتذكر اننى سألت متهمة بقتل زوجها، وقامت بتقطيع جسده إلى أجزاء ووزعتها على صناديق القمامة: لماذا تصرفتِ بهذه الطريقة البشعة؟ فأجابتنى بأنه كان لا ينفق عليها. وسألت زوجا لماذا قتلت زوجتك فقال انها نكدية وسألت الاثنين إذا كانا قد فكرا فى أولادهما قبل الاستجابة للشيطان فأجابنى كل من القاتل والقاتلة هذا قدر ومكتوب، وكنت بعد كل متابعة لجريمة من الجرائم البشعة لا أنام وكلما دخلت فى النوم أتخيل شبح القتيل يظهر أمامى وأعيش طول الليل فى كوابيس لا تزاح إلا مع شروق الشمس وبعد مرور سنوات طويلة على تركى مجال تغطية أخبار الحوادث وتوقف الأحلام المزعجة، عادت الكوابيس تلاحقنى مرة أخرى، حيث ظهر أمامى شبح جريمة فرحان عبدالنبى ناجح عبدالغنى قاتل طالبة الأز هر.

أولا هو لا يستحق هذا الاسم، مفروض أن يكون اسمه حزنان بعد ارتكابه أبشع جريمة فى نظرى، رغم قيامى بتغطية آلاف الجرائم التى  كنت أعتقد حتى وقوع هذه الجريمة هى الأبشع، ولكن لم أجد ما هو أبشع مما أقدم عليه حزنان.

القتيلة أسماء التى خنقها حزنان، طالبة فى السنة الثالثة بكلية التمريض، تقيم مع بعض زميلاتها فى الحى العاشر بمدينة نصر، هى من أسرة بسيطة بالمنصورة، والتحقت بمستشفى خاص لتدبير مصاريف الدراسة وإرسال مبلغ لأسرتها فى المنصورة، وفرحان أو حزنان سائق توك توك يقوم بتوصيل الركاب من المحطة القريبة من سكن أسماء إلى مناطق أخرى فى مدينة نصر، وكان قد قام بتوصيل أسماء وزميلاتها فى إحدى المرات، وعرف عنوان السكن وقرر سرقتها، وتوجه إلى الشقة صباحًا، ودخل الشقة بعد قيامه بكسر الباب فوجد نفسه وجها لوجه أمام أسماء، فخاف من الفضيحة ـ كما قال فى التحقيقات - وخنقها بالإيشارب رغم توسلها بدموعها أن يتركها، ولفظت أسماء أنفاسها وغادر الحزنان الشقة.

هذا ما حدث بالضبط لهذه الطالبة المجتهدة المتفوقة المثالية الملتزمة المصلية الحافظة للقرآن الكريم بشهادة اساتذتها وزميلاتها وأهل بلدتها وكل من يعرفها.

وهذا يدعونا للتساؤل: بأى ذنب قتلت شهيدة العلم؟ ولماذا قتلها سائق التوك توك بدم بارد، وعادت النفس المطمئنة راضية مرضية إلى ربها؟!

أسماء قبل أيام من الجريمة كتبت على حسابها بموقع التواصل الاجتماعى كما قالت زميلاتها وكأنها تنبأت بمصيرها: الواحد مش عارف هيموت ازاى! نحتسبك يا ابنتى شهيدة عند الله ونطالب جهات التحقيق بسرعة تقديم هذا القاتل الحزنان الجبان لمحاكمة عاجلة لينال الجزاء الرادع من خلال قصاص سريع لعل النار الموقدة فى صدور أسرة الشهيدة تنطفئ.