رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحسن سيادة الرئيس، باختياره مشكلة إعادة بناء الإنسان المصرى محوراً رئيسياً لمؤتمر الشباب الوطنى المنعقد - مع بداية هذا الأسبوع - بجامعة القاهرة. ويرى البعض أن بناء الأسرة لا يقل أهمية عن بناء الإنسان، باعتبار أن الأسرة المصرية تعتبر هى اللبنة الأولى لبناء الإنسان.

قد سبق لى – مراراً وتكراراً- أن كتبت عن ضرورة بناء الإنسان المصرى، على اعتبار أن الإنسان هو أساس النجاح والتقدم. وبصفة عامة، فكما أن الإنسان قد يكون أداة للبناء، فقد تكون أيضاً معولاً للهدم. ولذلك فقد رأيت، أن إعادة بناء الإنسان المصرى أمر فى غاية الأهمية. فقد عشت وقت أن كانت مصر أم الدنيا بحق، وكان وقتها الإنسان المصرى جديراً بالثقة والاحترام والتقدير من جميع الدول المحيطة بنا، سواء فى العمالة، أم الحرف، أم الصناعة وباقى المهن الأخرى، فكان الإنسان المصرى جديراً بالنجاح الذى حققته مصر فى ذلك الوقت، خاصة بما يتسم به من خلق ومبادئ كريمة وعادات طيبة وآداب جمة.

بناء الإنسان المصرى لا بد أن يبدأ منذ الصغر، فإنَّ التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر. أتذكر عند دراستى بالمدارس الحكومية المصرية، كان التعليم على أعلى مستوى، فإلى جانب النواحى العلمية والثقافية، كان يشمل جميع الحرف والفنون الإضافية إلى تعليم والنظافة والنظام والأخلاق، فكانت هناك حصص لتنمية المواهب والمهارات لدى الطلاب، مثل الموسيقى، والفلاحة، والأشغال والنجارة والنحت، وما إلى ذلك من الأعمال التى تساعد على صقل المهارات لدى الطلاب، بالإضافة إلى حصص للألعاب الرياضية الفنون الأخرى كالرسم والتمثيل، فكانت المدارس تبنى الطلاب علمياً وثقافياً، بالإضافة إلى تنمية المهارات الأخرى.

هذا كله بغرض اكتشاف المواهب لدى الأطفال وتنميتها، حتى ينشأ الصغير محباً لعمله أو حرفته، وبهذا تتم تنشئته تنشئة صحيحة على أساس سليم من العلم والثقافة والنظام والنظافة والاحترام. كم أتمنى أن تعود مثل هذه المدارس مرة أخرى، حتى يتعلم النشء الصغير كل شىء، سواء حرفياً أو مهنياً، بالإضافة إلى جميع الهوايات الأخرى والفن الذى كنا نتعلمه فى المدارس الابتدائية والثانوية. وغنى عن البيان، فإنَّ التعليم يقوم أساساً على المدرس، وبالتالى فلا بد من الاختيار الجيد للمدرس، سواء فى قدرته العلمية، أم فى أخلاقه أم فى مظهره الجيد، فكل ذلك سوف ينطبع على الطالب فى مراحل التعليم المختلفة.

ويرى البعض، أن الأسرة لا تقل أهمية عن المدرسة فى تهذيب وتعليم النشء الصغير، وهذا بالفعل رأى صائب. فقد قال الشاعر الكبير حافظ إبراهيم (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق)، فالأم والأب اللذان يرعيان الصغير ويبنيان فيه الصفات الحميدة والخلق الطيب والأدب، فالأسرة بالفعل لا تقل أهمية فى بناء الإنسان المصرى. وعلى كل حال فمشكلة إعادة بناء الإنسان المصرى ليست سهلة، فما أسهل الهدم والتخريب، وما أصعب البناء والتشييد خاصة للإنسان، فالإنسان إذا ما دمرت أخلاقه وقيمه وانحدر تعليمه أصبح عبئاً على الدولة.

لقد أحسن سيادة الرئيس باختيار موضوع إعادة بناء الإنسان المصرى محوراً للحديث فى المؤتمر الأخير للشباب، فإنَّ بناء وتقدم المجتمع يحتاج مواطناً صالحاً نافعاً لأهله ووطنه. لا بد أن نتكاتف جميعاً فى محاولة لإعادة بناء الإنسان المصرى، فالإنسان المصرى أساس نجاح كل شىء، فلا توجد أمة تقدمت وازدهرت إلا على أكتاف أبنائها وشبابها. كم أتمنى أن تعود مصر أم الدنيا مرة أخرى، على أكتاف وسواعد أبنائها الأبرار.

وتحيا مصر.