رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

 

 

 

بعد يومين نحتفل بالذكرى الثالثة لحفر قناة السويس «الجديدة»، التى مازالت تثير اللغط من المُنتقدين الذين لا يرون لها جدوى فى الوقت الحالى. وبالأمس كان نقاشًا مع أحد هؤلاء المُنتقدين، قلت له إن للقناة الجديدة التى حفرها المصريون فى عام واحد ما هو أكثر من الجدوى

الاقتصادية، والعائد المادى من ورائها، فهى التى أعادت لنا الثقة وأحيت فينا العزيمة والارادة التى كادت تموت فينا بعد 11 يناير 2011، لكن صديقى المُنتقِد بشدة، المُعترِض دائمًا تمادى فى انتقاده ومُعارضته وفاجأنى بقوله إنه لم يكن من المُلائم أن تحتفل الدولة بافتتاحها بهذه الصورة التى أظهرت بزخًا وإسرافًا لا يُناسِب وضعَنا المُتردى، ولم يكُن من العقل أن نبنى يخت «المحروسة»، الذى تكلف نصف مليار جنيه، ليستقله «السيسى» لدقائق فى الاحتفال!!.. ويبدو أنَّ الصديق لا يعرف شيئًا عن «المحروسة»، ويجهل التاريخ، فقلت له: قبل 66 عامًا بالتمام والكمال كان الملك فاروق ملك مصر «الأسبق»، قد وصل إلى ميناء نابولى بإيطاليا على متن اليخت «المحروسة»..بعد أنْ غادر البلاد فى اليوم التالى لتنازله عن الحُكم، فى رحلة اللاعودة على ظهر، أشهر اليخوت الملكية التى جابت البحار تَمْخُر العُبَاب؟!

و»المحروسة» سفينة كبيرة، تم بناؤها عام 1865 فى شركة سمفادا الإنجليزية، وتتكون من خمسة طوابق، ويبلغ طولها 411 مترًا وعرضها 42 مترًا، وحمولتها تصل إلى 3417 طنًا، وتسير بالبخار، وهى مسلحة بثمانية مدافع ضد القراصنة.. وشاركت «المحروسة» فى نقل أمراء وملوك أوروبا الذين شاركوا فى حفل افتتاح قناة السويس عام 1868، فكانت «أول» سفينة تدخل القناة.. وفى عام 1879 نقلت «المحروسة» الخديوى إسماعيل إلى إيطاليا أيضًا، بعد عزله من منصبه. وفى عام 1912 تم تركيب جهاز لاسلكى عليها «لأول» مرة فى العالم.. وفى عام 1914 نقلت الخديوى عباس حلمى الثانى إلى الآستانة، وتم منعه من العودة إلى مصر. ثم كانت آخر رحلات الملوك والأمراء عليه هى رحلة الخروج، للملك فاروق ومعه أسرته فى 27 يوليو عام 1952. وتُعتبر «المحروسة» أقدم سفينة فى العالم مازالت تسير بالبخار حتى الآن..

وتردد كل الرؤساء الذين جاءوا بعد الثورة فى ركوب «المحروسة»، ربما تشاؤمًا لأنه حمل الخديوى إسماعيل، والخديوى عباس حلمي، والملك فاروق فى رحلات اللاعودة، والوحيد من حُكام مصر بعد الملك فاروق الذى تجرَّأ واستخدم السفينة «المحروسة» ولم يساوره الشؤم كان الرئيس «السادات»، ومِنْ بعدِه كان الرئيس «السيسي»، الذى أمر بتجهيزها؛ لتكون فى مقدمة موكب الاحتفالات بافتتاح القناة الجديدة فى السادس من أغسطس عام 2015، ليكون على متنها يوم افتتاحه القناة.