رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

أتفهم الرسائل التى بعث بها الرئيس السيسى من جامعة القاهرة فى مؤتمر الشباب، وأتفهم حالة الغضب أو العتاب الرئاسى على بعض الهشتاجات أو ردود الأفعال.. معلوم أن السياسة فى بلادنا ليست مثل السياسة فى بلاد الغرب.. فيمكن للغاضبين أن يقذفوا السياسيين والرؤساء بالطماطم والبيض الفاسد.. فى بلادنا تعتبر إهانة كبرى.. والكلام الجارح ايضاً إهانة!

فلا تحاسبوا الرئيس على انه «سياسى» ينبغى أن يتحمل.. ومن قال إنه رجل سياسى؟.. ومن قال إنه يتصرف مع الناس كرجل سياسى له «جلد سميك»؟.. معروف أنه رجل عسكرى، وفوق ذلك يتعامل بإنسانية مع الشعب.. رجالاً ونساء.. لا يقبل الإهانة ابداً، ولا يقبل أن يهين أيضاً.. من حق الرئيس أن يعتب أو يغضب أو يزعل، فالسياسة عنده لا تخلو من إنسانية!

والفارق كبير بين السياسيين فى الغرب ونظرائهم فى الشرق.. هناك كوادر تربّت فى الأحزاب.. ومارست السياسة.. ودخلت الانتخابات المحلية ثم الانتخابات البرلمانية، ثم الانتخابات الرئاسية.. وفى خلال كل ذلك واجهت الأمرين من الناس، وواجهت السخافات أحياناً.. اعتادوا ان يبتسموا وهم لا يجدون مجالاً للابتسام.. وعندنا «يختلف الأمر» تماماً عن الغرب!

وأظن أن السيسى لا يبتسم إلا إذا كانت لديه رغبة الابتسام، فهو لا يمثل الفرح، ولا يمثل الغضب.. ويبدو أن الرئيس كان مجروحاً لأن الطعنة من بعض الناس فى الداخل.. فهو لا يهمه العدو الخارجى.. وقد تجاهل سخافات خارجية كثيرة، بعضها من قوى عظمى وبعضها من ذباب (!).. ومر على كل ذلك بصلابة رجل قوى النفس، لكن حين كان الرد داخلياً غضب!

وعلى أى حال فقد كان غضب الرئيس نبيلاً.. فلم يقم بأى عمل عدائى تجاه دعاة الهاشتاج المسىء.. وكان عتاب الرئيس رقيقاً.. بدليل أنه تساءل أمام الحضور قائلاً: أزعل ولا لأ؟.. فهناك عشم يشوب ممارسة السياسة.. وهناك سياسة لا تخلو من العشم.. وهو سلوك أحباء.. وسلوك شركاء.. ولا يمكن فهم بعض التعبيرات الغاضبة إلا فى هذا السياق فقط!

فلا تتصيدوا بعض كلمات وردت على لسان الرئيس فى «لحظة عتاب».. هو رئيس مصرى صرف.. يتكلم بلغة المصريين أولاد البلد.. يقول الرئيس مثلاً: هاعمل كده لمصلحة الوطن رضيتوا أم لم ترضوا؟.. لا يعنى أنه سيعمل كده غصباً عنا.. لأ بالعكس.. إنه عتاب.. وإنه غضب نبيل.. ليس فيه أى تحد.. ولا يعنى أن الشعب يولع.. هذه كلمة حق اقولها وأمضى!

تحليل الخطاب الرئاسى لا يحتاج إلى عتاولة تحليل الخطاب.. فقط عليك بفهم الطبيعة الشرقية للرئيس.. وعليك بتفهم علاقة الرئيس أصلاً بالشعب.. وقبل كل هذا وذاك هناك فرق بين السياسيين والرؤساء فى الغرب، ونظرائهم فى بلاد الشرق.. إنها سياسة لها تقاليد، ولا تخلو من العشم أيضاً!