رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

 

الإعلامية التونسية المعروفة «كوثر الشبراوى»، اشتهرت بصولاتها وجولاتها خلال العقود الماضية فى الحوارات الهامة والمطولة التى أجرتها مع قادة الحركات الإسلامية فى تونس وفى غيرها من دول العالم العربى والإسلامى. وكانت «شبراوى» قد بدأت مشوارها المهنى فى التليفزيون التونسى، ثم غادرت تونس لتعيش وتعمل خارجها فى قناة أم بى سى التى ساهمت فى تأسيسها، أو فضائيتى الجزيرة والعربية. وظهرت «شبراو» مؤخرا فى حوار تليفزيونى أعلنت فيه ندمها عن كل ما فعلته لصالح تلك الحركات، وقالت كنت أظن أننى أعرفهم فقد دخلت بيوتهم وأكلت معهم وصليت معهم، لكننى اكتشفت أننى أضعت عمرى فى أوهام وأكاذيب. ومن تسنى له مشاهدة بعض تلك الحورات، سوف يكتشف بسهولة مدى التعاطف التى كانت تبديه نحو تيار الإسلام السياسى، ومدى الجهد الذى كانت تبذله لتقديم أفكارهم، والسعى للتقريب بين فصائلهم.

فى حوارها الأخير أشارت «الشبراوى» إلى حماس وإلى حركة النهضة التونسية التى يتزعمها «راشد الغنوشى» موضحة أنها تعرف هؤلاء وغيرهم من قادة الحركات الإسلامية عن قرب، كاشفة أن كلهم دون استثناء، يحبون من يناصرهم وهم مقمعون فى المعارضة، وحين يجلسون على كرسى الحكم، فلا صاحب ولا صديق ولا شريك لهم، ولا يعترفون بأحد سواهم، حتى لو كان إسلامياً من فريق آخر، ولا يتورعون عن قتل مناصر لهم غير مسلم لوصمه بالكفر. وتساءلت «شبراوى» هل كانوا صادقين وهم فى المعارضة؟ وأجابت أن لحظة الصدق الحقيقية، هى ما هم فيه الآن، وكل ما سبق محض كذب وزيف ونصب واحتيال.، وهم فى الحكم لا فرق بين معتدل ومتطرف, كما كنا نفرق بينهم فى المؤتمرات التى تجمعنا بهم عن حورات الحضارات والأديان قبل سقوط نظام بن على، فكلهم سلفيون وهابيون. ووصفت الشبراوى نفسها بالترويج- مع آخرين فى أنحاء الأمة- للتفريق بين المعتدلين وبين المتطرفين فى الحركات الإسلامية، ولم يكن ذلك سوى مساعدة فى نصرة وهم كبير على حد قولها. وخصصت الشبراوى حديثها عن حركة النهضة قائلة إن بن على كان يحكم بقانون قد لا نوافق عليه لكنه قانون، أما النهضة فقد سرقت ونهبت ثروات البلاد حين باتت فى السلطة، وقطعت أرزاق الناس، يفعلون كل ذلك باسم الله ورسوله، وهم نصابون، يكذبون على الله دون حياء وعلى الشعب التونسى!

يكتسب هذا الحديث أهمية خاصة، لأنه يقدم صورة حقيقية لشاهد من أنصارها عن حركة النهضة التونسية، ومراوغاتها وانتهازيتها.

فالحركة تقتدى بمنهج جماعة الإخوان فى قول الشىء وعمل نقيضه. فهى تعلن أنها باتت تفصل فى حركتها بين الدعوى والسياسى، بينما يشكل المكون السلفى رؤيتها وحركتها التى تروج لها فى المساجد التى اسولت عليها. وتعتبر الحركات العلمانية الحداثية السائدة فى تونس تجمعاً لمحاربة الإسلام، ويدعو قادتها للجهاد لبناء الدولة الإسلامية ولوصولها إلى السلطة، وذلك بالسعى لتدميرالتدين ا لتونسى التقليدى،الذى يعتنق المذهب المالكى، والعقائد الأشعرية، والتربية الصوفية الخارجة من مسجد الزيتونة وشيوخه من علماء الدين، وهى المدرسة التى تحظى بهجوم دائم فى كتابات راشد الغنوشى.

وعلى طريقة جماعة الإخوان فى مصر، بعد فوز حركة النهضة الإخوانية فى الانتخابات البلدية الأخيرة فى تونس، تراجعت عن وعد لها بعدم خوض الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها العام القادم. نعم قد لا يكون راشد الغنوشى هو المرشح، لكنها تنشط الآن لتقديم مرشح مناصر لأفكارها كما سبق أن فعلت مع المنصف المرزوقى. ولعل حوار كوثر الشبراوى يظل حياً فى الذاكرة عن الاحتيال والازدواجية والنفاق الاجتماعى الذى تقود به حركة النهضة معركتها نحو كرسى الرئاسة، ومن قبله الخراب الذى جلبه هذا التيار فى البلاد التى  تحرك فيها!