رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يستطرد الكاتب عرضه قائلاً:

(15)

فى دول الخليج والسعودية وليبيا ومصر يوجد أكبر تجمع نقدى وبترولى فى العالم، ولكن من ينعم بهذه الثروات هم خبة صغيرة تفتقر إلى تأييد عريض وإلى الثقة بالنفس وهى أشياء لا يستطيع أى جيش ضمانها، فالجيش السعودى بكل تسليحه لا يستطيع أن يدافع عن النظام ضد خطر حقيقى فى بلده أو خارجها، وما حدث فى مكة سنة 1980 مجرد مثل، وضع عاصف حزين يحيط بإسرائيل ويخلق لها تحديات ومخاطر ولكن أيضاً فرصاً لأول مرة منذ سنة 1967، والاحتمال أن الفرص التى ضاعت عندئذ سيمكن تحقيقها لدرجة لا يمكن لنا مجرد تصورها حالياً.

 

(16)

إن سياسة «السلام» وإعادة الأرض المحتلة من خلال الاعتماد على أمريكا تستبعد تحقيق بديل جديد متاح لنا منذ سنة 1967، فكل حكومات إسرائيل قد ربطت آمالنا القومية بحاجات سياسية ضيقة من ناحية ومن الناحية الأخرى بآراء مدمرة فى الداخل حيرت قدراتنا فى الداخل والخارج.

فعدم اتخاذ خطوات نحو العرب فى الأراضى الجديدة التى كسبناها من خلال حرب فرضت علينا هو الخطأ الاستراتيجى الأكبر الذى ارتكبته إسرائيل فى اليوم التالى لحرب الأيام الستة.

كنا نستطيع إنقاذ أنفسنا من كل النزاع المرير والخطير منذ ذلك الوقت إذا كنا قد أعطينا الأردن للفلسطينيين الذين يعيشون غرب نهر الأردن، فلو كنا فعلنا ذلك لأمكن لنا تحييد المشكلة الفلسطينية التى نواجهها الآن، والتى وجدنا لها حلولا هى ليست حلولا على الإطلاق، مثل المرونة أو الحكم الذاتى للفلسطينيين الذى يتساوى فى الواقع مع نفس الشىء، واليوم نواجه فجأة فرصا ضخمة لتغيير الوضع تماما وهو ما يتعين أن نفعله فى الحقبة القادمة وإلا فلن نستمر فى العيش كدولة.

 

(17)

خلال حقبة ثمانينيات القرن العشرين ستضطر دولة إسرائيل للدخول فى تغييرات جذرية فى نظامها السياسى والاقتصادى فى الداخل إلى جانب تغييرات جذرية فى سياستها الخارجية لكى نستطيع مواجهة التحديات الدولية والإقليمية للعصر الجديد، إن خسارتنا لحقول بترول قناة السويس الغنية جدا بالنفط والغاز وموارد طبيعية أخرى فى شبه جزيرة سيناء المماثلة جيولوجيا للدول المجاورة الغنية بالنفط ستكون نتيجته نقصا فى الطاقة فى المستقبل القريب وستحطم اقتصادنا الداخلى بواقع ربع دخلنا القومى وكذا ثلث ميزانيتنا الذى سيوجه لشراء النفط.. والبحث عن المواد الأولية فى صحراء النقب وعلى الساحل لن يحل فى المستقبل القريب مشكلاتنا القائمة.

 

(18)

ولذلك فاستعادة شبه جزيرة سيناء بمواردها الحالية والمحتملة هى أولوية سياسية يعوقها اتفاق كامب ديڤيد ومعاهدة السلام والغلط فى ذلك يقع طبعا على الحكومة الإسرائيلية الحالية والحكومات التى مهدت الطريق لسياسة التنازلات الإقليمية والحكومات منذ سنة 1967.

لن يحتاج المصريون للاحتفاظ بمعاهدة السلام بعد عودة سيناء لهم، وسيفعلون كل ما يستطيعون للعودة إلى الصف العربى وللاتحاد السوفيتى للحصول على تأييد ومساعدة عسكرية، فالمساعدة الأمريكية مضمونة فقط لفترة قصيرة بموجب شروط معاهدة السلام ولضعف أمريكا فى الداخل والخارج سيتسبب ذلك فى خفض المعونة، فبدون النفط والدخل الناتج منه وفى ضوء الإنفاق الحالى لن نستطيع العبور لسنة 1983، فى الظروف الحالية وسيكون علينا التصرف لإعادة الوضع الذى كان قائما فى سيناء قبل زيارة السادات للقدس وتوقيع اتفاقية الصلح الخاطئ الذى وقعناه معه سنة 1979.

ونقف عند هذه الفقرة حتى المقال التالى ولكن قبل ذلك نسترعى نظر القارئ إلى النقاط التالية المتناهية الخطورة بالنسبة للمستقبل:

1- هذا التقرير من ثمانينيات القرن الماضى ويكشف بجلاء نوايا إسرائيل بالنسبة لسيناء والندم الشديد على ضياع سيناء ومواردها من إسرائيل والقول صراحة بضرورة استرجاعها.

2- المتتبع لمخطط الشرق الأوسط الجديد الذى وضعه الغرب بزعامة أمريكا لمنطقتنا ويستخدم إسرائيل كمخلب القط فى تنفيذه بتدمير الدول العربية إلى دويلات متعادية ممزقة على أساس عرقى وطائفى ودينى يجد خطة الرد الغربى بوضوح لمواجهة خطرنا على أطماعه.

ولعل تدمير العراق وسوريا واليمن ولبنان والسودان وليبيا والحصار الكامل الذى يفرضه الغرب على مصر سياسيا واقتصاديا والحرب الضروس التى يشنها علينا بتجنيد وتسليح عصابات الإرهاب ضدنا يوقظ النيام فى العالم العربى قبل أن ننتهى إلى مصير الهنود الحمر.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد