عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

مع أنني قاربت على الستين سنة، إلا أنني أتفاجأ كثيراً بأنني ما زلت أنظر لبعض الأمور بسذاجة، وأن الواقع أعنف وأغلظ وأعقد مما أظن، حتى يومين ماضيين فقط كنت أعتقد أن الجامعة التي أسسها العالم الراحل أحمد زويل، هي جامعة لاحتضان النابهين من أولادنا لتعليمهم وإعدادهم، واكتشاف مواهبهم وتسخيرها لخدمة العلم والبحث العلمى، وظننت أيضاً أن الأساس في القبول بالجامعة الموهبة وليس المال، العقل وليس الطبقة، لأن الموهبة غالباً ودائماً لا تتواجد مع المال، ومعظم المبدعين والعلماء خرجوا من أسر فقيرة وكادحة.

قبل يومين قرأت بالمصادفة خبرا عن جامعة «زويل»، وفوجئت بأنها ليست مجانية للموهوبين كما فهمنا من العالم الراحل، بل بمصروفات سنوية، وأن المصروفات تجاوزت المائة ألف جنيه، وهو ما يعنى أن جامعة «زويل» ليست لاحتضان المواهب الشابة وعلماء الغد، بل هي مجرد مشروع استثماري لتعليم أبناء الذوات.

فى أول الأمر شككت فى الخبر، وقلت: ربما قد التبس على المحرر الأمر، اتصلت بالصديق والزميل زكى السعدنى، مدير التحرير لشئون التعليم، وأكد المعلومة، وقال: إنها تعطى بعض المنح.

عدت لموقع المدينة واتضح أن الجامعة تلزم الطلاب بتسديد المصروفات كاملة قبل بدء العام الدراسي، وتسمح بتسديد 50% منها بعد الحصول على موافقة مكتب التسجيل بشئون الطلاب، بشرط تسديد بعض الرسوم الإدارية.

المفاجأة الثانية كانت فى أن الجامعة تفرض غرامة 500 جنيه على الطالب الذي يتأخر يوما واحدا عن تسديد المصروفات، وتفرض الغرامة مع بداية الدراسة.

المفاجأة المؤسفة والمخجلة في لائحة الجامعة أن الطالب غير القادر على تسديد المصروفات كاملة، عليه أن يسدد المصروفات أولا، ثم يتقدم بالتماس لكى يعفى من جزء من المبلغ، تسمي الجامعة الإعفاء بالمساعدة: يُرجى من الطلاب المتقدِّمين بالتماس للحصول على مساعدة مالية دفع الرسوم الدراسية الخاصة بهم، لحين إتمام الموافقة لهم على المساعدات المالية وتسويتها، أو من الممكن أن يتقدموا بطلبات على نموذج «الدفع المؤجل، وعندما يتم خصم المعونة المالية من الرسوم الدراسية، يجب على الطالب مراجعة الرصيد والمبلغ، ودفع الرسوم الدراسية المتبقية».

السؤال: هل أحمد زويل رحمة الله عليه، كان يفكر فى بناء مشروع استثماري؟، هل كان يخطط لاحتضان المواهب أم للتربح من أبناء الأثرياء؟، هل جامعة زويل أنشئت لأبناء الطبقة الراقية فقط؟ 

هل ما كان يردده «زويل» رحمة الله عليه عن إعداد جيل جديد من العلماء ورجال الأعمال.. جيل قادر على التفكير الناقد والإبداعي، كان مجرد وهم أم أنا الذي فهمت ما قيل وتردد على سبيل الخطأ، أم أن الذين تحملوا المسئولية بعد رحيله هم الذين قاموا بإقصاء أبناء الفقراء والكادحين وحولوا الجامعة إلى مشروع لتعليم أبناء القادرين والطبقة الراقية؟

[email protected]