رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مشهد تكريم الرئيس السيسى لأسرتين من أسر شهداء الجيش والشرطة أثناء الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة فى حاجة إلى مخرج عبقرى يحوله إلى عمل فنى رفيع يكشف فيه ملحمة مهمة من ملاحم البطولة والتضحية والفداء. قام بهاء بطلان أحدهما من الجيش المصرى والثانى من الشرطة المصرية حتى استشهدا على يد الإرهاب الغادر، وقرر ابناهما استكمال مسيرة والديهما للتأكيد على أن طابور الشهداء لن ينتهى، ودم الشهداء لن يضيع هدرًا، مؤكدين أنهما مشروعا شهيدين إما أن يعيشا على الأرض شرفاء أو يموتا بشهادة فى سبيل الله.

المخرج الذى أبحث عنه لا بد أنه شاهد الموقف الإنساني العظيم للأب العظيم السيسى، وهو يستقبل الضابطين تحت الاختبار برتبة الملازم مصطفى مالك مهران وشقيقته مى، والضابط تحت الاختبار برتبة ملازم أحمد محمد سعد عياد وشقيقته أميرة.

وإليك القصة يا حضرة المخرج كما اتخيلها وتعامل معها انت بخبرتك وننتظر فيلما يليق بالأبطال. أمام أكاديمية الشرطة منذ أربع سنوات بالضبط التقت أسرتان من طينة هذا الوطن صدفة، كانت كل أسرة تتابع إجراءات إلحاق ابنها بكلية الشرطة، الابنان هما مصطفى نجل الشهيد اللواء مالك مهران مدير إدارة مرور بنى سويف الذى استشهد يوم 18 أغسطس عام 2013 عندما كان يقوم بتأمين مبنى ديوان عام المحافظة خلال أحداث الشغب التى قامت بها جماعة الإخوان الإرهابية فى بنى سويف عقب فض اعتصام رابعة، وقام أحد الإرهابيين الخونة بضرب الشهيد مالك على رأسه بآلة حادة ودخل فى غيبوبة، واستشهد بعد ثلاثة أيام فى الرعاية المركزة.

وكان ابنه مصطفى وقت استشهاد والده قد حصل على مجموع كبير يؤهله لكلية الصيدلة، ولكنه اختار كلية الشرطة لاستكمال مسيرة والده. والابن الثانى لأحد الأبطال هو أحمد نجل الشهيد عميد أركان حرب محمد سعد عياد قائد مركز التدريب المشترك للأسلحة والذخيرة والذى استشهد على يد الإرهاب فى جسر السويس يوم 28 نوفمبر 2014.

مصطفى وأحمد أصبحا طالبين فى كلية الشرطة، كلاهما ابن شهيد، وكلاهما نفذ وصية الأم بأن يكون رجلا مثل أبيه، ويتخرج ويأخذ بثأره من الذين غدروا به، ليس ثأر والده فقط ولكن ثأر كل المصريين الذين حاول الإرهابيون تركيعهم ولكنهم رفضوا الركوع، لأن خلفهم جيشا وشرطة صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فى كلية الشرطة توطدت صداقة مصطفى وأحمد وكانا يستثمران أوقات الراحة فى الحديث عن بطولة والديهما، وكيف أنهما يريدان أن تمر الأيام ويتخرجان ضابطين عصريين قادرين على مواجهة المستجدات الأمنية الحديثة، ويستفيدان من الاستراتيجية الأمنية التى تدربوا عليها لتطوير مفهوم الردع للعناصر الإجرامية والإرهابية، وتحقيق الأمن وتأمين مكتسبات الشعب، ودعم العلاقة بين المواطن وأجهزة الشرطة.

ومرت السنوات الأربع وتخرج مصطفى وأحمد وحضر حفل تخرج الدفعة التى شملت غيرهما أكثر من 1200 ضابط برتبة ملازم تحت الاختبار الرئيس السيسى ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وعدد كبير من القيادات والشخصيات العامة والوزراء، والتقت أسرتا مصطفى وأحمد مرة أخرى، كانت الأولى يوم التقديم لكلية الشرطة والثانية يوم التخرج، وكانت فى انتظار الأسرتين مفاجأة من الرئيس السيسى الذى دائمًا يضرب المثل والقدوة للجميع فى تعامله الإنسانى مع أسر وأبناء الشهداء، حيث استقبل الرئيس الضابط مصطفى وشقيقته مى، والضابط أحمد وشقيقته أميرة، ونادى الرئيس السيسى سلام سلاح لأسرتى الشهيدين، وقال لن ننسى الشهداء. وقال مصطفى للرئيس أنا ابن شهيد ومشروع شهيد وقال أحمد نقدم أنفسنا من ميدان العزة والكرامة والشرف ميدان كلية الشرطة، إما أن نعيش على الأرض أعزاء شرفاء أو نموت بشهادة فى سبيل الله.

وقالت أميرة بنت الشهيد العميد محمد سعد شقيقة الضباط تحت الاختيار أحمد: بابا كان مستنى فرحى مثل أى أب، وكان المشهد الأخير فى هذه القصة رائعًا عندما رد الرئيس على بنت الشهيد قائلاً: يا أميرة. بابا كان هيحضر فرحك، لو يكفيكى إن إحنا نحضر فرحك، هنحضر.

الله على عظمة رئيس وبراعة شعب، أميرة بنت الشهيد، بنت مصر كلها، وعروس مصر ورمز لكل بنات مصر لأنها بنت الشهيد الذى ضحى بحياته لنعيش وتعيش مصر.