رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

ليس خافيا.. انه كانت هناك مخاوف لدى مصر من التصعيد المتسارع للأحداث فى غزة.. والذى وصل الى ذروته باستعداد اسرائيل لحرب شاملة ضد القطاع ردا على «مسيرات العودة» ومحاولات «الغزيين» اختراق الحصار الامنى المفروض على حدودهم من الجانب الاسرائيلي.. وأيضا ردا على «حرب الطائرات الورقية المشتعلة» التى ابتكرتها المقاومة الفلسطينية واستطاعت بها اشعال الحرائق فى الأراضى الزراعية داخل العمق الاسرائيلي.. وتسببت فى خسائر لم يخل حجمها من التهويل والتضخيم من الاسرائيليين.

ومن أجل هذه المخاوف جاء التحرك المصرى الدبلوماسى و»المخابراتي» النشط والفعال لمحاولة احتواء الوضع وززع فتيل الحرب الوشيكة.. والذى نجح بالفعل فى التوصل الى اتفاق للتهدئة وفق ورقة مقترحات قدمتها القاهرة ووافق عليها طرفا التصعيد.. حماس واسرائيل.. بعد جهد جهيد.. وقبل زمن قليل جدا من «ساعة الصفر» التى حددها جيش الاحتلال لدك غزة أمس الاول الجمعة.

•• لماذا المخاوف؟

لاشك أن كل فصائل الفلسطينيين تعلم جيدا أن هذا التصعيد من جانب «حماس» لم يكن أكثر من رسالة سياسية.. لم يقصد بها فعليا الدخول فى حرب واسعة مع الاسرائيليين.. أو التوغل فى اقتحام الحدود الشرقية للقطاع.. وإنما كانت لهذه المواجهات مقدمات تمثلت فى الضغوط والتحركات التى مارستها إدارة الرئيس الأمريكى ترامب لمحاولة فرض سيناريو «صفقة القرن» المجنونة.. تلك التى بدأت بقرار واشنطن نقل سفارتها الى القدس المحتلة.. ثم إيفاد ترامب مبعوثيه الى دول المنطقة لإبلاغ قياداتها بـ «ترتيبات صفقته» التى فشلت وتحطمت فوق ضخور الرفض المصرى والأردني.. وأيضا تحت ضغط التصعيد الفلسطينى فى غزة.

الفلسطينيون.. وتحديدا قيادات حماس.. كانوا يعلمون جيدا نهاية حدود هذا التصعيد.. وكانوا فقط يريدون « اعتصار الفرصة حتى آخر قطرة» وفقا لتعبير أحد المواقع الالكترونية وثيقة الصلة بالمخابرات الاسرائيلية.. أى يريدون تحقيق أقصى مكاسب من الموقف.. لهم أولا.. ولسكان القطاع ثانيا.. والاسرائيليون أيضا كانوا يعلمون حدود هذا التصعيد بالنسبة لهم.. ولا يريدون أن يصل هذا التصعيد الآن الى الحرب.. لكنهم يمارسون مع حماس «لعبة حافة الهاوية».. وفقا لتعبير الكاتب الغزاوى والمحلل السياسى «المخضرم» أكرم عطا الله.. أى الضغط والتهديد الى ما قبل درجة الانفجار.. ثم العودة للتهدئة.. لكن «نتنياهو» تعرض لضغوط شديدة من المعارضة الاسرائيلية التى وضعته فى مازق وفى «اختبار قوة» كان يمكن أن يؤدى الى الحرب بالفعل.

•• لذلك خافت مصر على «الغزيين»

هذا طبيعى جدا.. انطلاقا من المسئولية الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلسطينية.. وأيضا كانت لدى مصر مخاوف أمنية على حدودها.. وهذا طبيعي.. لأن اسرائيل إذا اجتاحت غزة بطائراتها وصواريخها.. وربما دباباتها ومدرعاتها أيضا.. فاين سيذهب سكان القطاع الا أن يتجهوا غربا عبر الحدود المصرية؟.

بالمناسبة.. حدث ذلك من قبل.. عام 2008 عندما اقتحم الآلاف من الفلسطينيين الخط الحدودى مع سيناء تحت ضغط الحصار الاسرائيلى ونقص المواد الغذائية والاحتياجات المعيشية.. ولا ترغب مصر بالطبع أن يتكرر ذلك.. وهو ما كان وراء حرصها خلال الفترة الماضية على تخفيف الحصار على القطاع.. ووراء قرار فتح معبر رفح أما الفلسطينيين بشكل دائم منذ شهر رمضان الماضى وحتى الآن.

•• ومن أجل ذلك نقول:

إن نجاح الجهود المصرية وجهود آطراف دولية أخرى.. إضافة الى استجابة قيادات الفصائل الفلسطينية.. فى تهدئة الأوضاع فى غزة قد جنب الفلسطينيين خطورة استدراجهم الى خطة حرب جهنمية كانت قد اوشكت على الانفجار.. وأن تجنب هذه الحرب مكسب كبير ليس للفلسطينيين فقط.. ولكن لمصر أيضا