عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«لكل مقام مقال» كلمات يعرفها ويرددها الكثير، ولكن هل نُدرك مدى قيمة هذه الكلمات القليلة التى لخصت الكثير؟ كلمات عظيمة كونت هذه الحكمة التى اختصرت العديد من الكلمات لإيصال معناها المطلوب والمفيد للجميع.. مقام ومقال اجتمعا فى ثلاثة أحرف متشابهة واختلفا بالميم واللام الأخيرين.

وجاء معنى كلمة مقام فى المعجم الوسيط على أنها الدعوة إلى الملاءمة بين القول والموقف، أول من قالها كان «طرفة بن العبد البكرى» فى شعر يعتذر فيه إلى عمرو بن هند قائلاً: تصدَّق عليَّ هداكَ المليكُ.. فإنّ لكلِّ مقامٍ مقالا، وأنا لا أرى أن هذه مجرد مقولة أو مثل ولكنها الحكمة ذاتها.. فما يصدر من أفواهنا يدل على حكمة عقولنا, فالمقام هو ما يفرضه واقع الحال على المتكلم، والمقال هو الغرض والهدف الذى يريد المتكلم تبليغه والمقامات مختلفة.. ونحن بشر نختلف فى قدرتنا على التحكم فى كل شيء حتى وإن تشابهت الأحداث، فلكل منا نظرة وأسلوب خاص. وإن لكل أمرٍ أو فعلٍ أو كلام موضعاً لا يوضَعُ فى غيره، وخير القول ما وافق الحال، والعرب تقول: لكل مقام مقال، والخاصة تقول: خير الكلام ما وافق الحال، والعامة تقول: خير الغناء ما شاكل الزمان، وفى القرآن « لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ» سورة الأنعام، نعم لكل مقام مقال فما يجمل فى موطن قد يقبح فى موطن آخر، وما يجب فى مقام قد يمتنع فى مقام آخر، ولولا هذا لكان الوصول إلى الطرف الأعلى من البلاغة هينًا، ولأصبح كلام الناس لونًا واحدًا وطعمًا واحدًا، ولكن الأمر يرجع إلى حسن الاختيار من هذه المتنوعات بحسب ما يناسب الأحوال والمقامات.