عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنوار الحقيقة

نشر فى الأسبوع الماضى بجريدة «الأهرام» يوم 15 يوليو خبر قتل أب لابنه المدمن خنقاً، وقد اعترف الأب بارتكاب هذه الجناية لسوء سلوك الابن، كذلك نشر أن أماً قد ألقت بجثث ثلاثة من أبنائها فى خرابة بالطريق بعد قتلهم بالحرق والخنق.

وتثير هده الجرائم التى انتشرت فى الآونة الأخيرة العديد من الأسئلة عن كيف أمكن أن يقوم الأب وكذلك الأم بقتل أطفالهما، والإجابة عن هذا السؤال سوف يبينها التحقيق والأرجح هى تكلفة معيشة الأبناء التى أصبحت كبيرة مع العجز المالى والجهل وفقر الأب أو الأم اللذين قاما بالتخلص من أولادهما بالقتل لهم.

وقد ارتكبت هذه الجريمة أم فى ثلاثة من أبنائها، اثنان منهم من أب واحد والثالث من أب ثان، وقد قامت هذه الأم بوضع الجثث المحروقة داخل كيس بلاستيك أسود ولفتها أيضاً بسجادة صغيرة الأرجح أنها كانت تستخدم للصلاة، والحقيقة أن الأطفال قد أصبحوا مع الغلاء الشديد عبئاً مالياً كبيراً على عائلاتهم، والمرجح أن الأب أو الأم قاما بالخلاص من أولادهما الصغار بالقتل سواء بالحرق أو بالخنق أو بسلاح نارى أو أبيض.

ويمكن حساب قيمة ما يتكلفه الابن أو البنت القاصر للغذاء ثلاث مرات يومياً بأقل تكلفة ممكنة، وتقدر هذه القيمة بخمسة جنيهات فى الوجبة الواحدة على الأقل وتمثل تكلفة شراء ثلاثة أرغفة يومياً مع ثلاث قطع من الجبن أو الفول المدمس والطعمية.

ومن ثم فإن تكلفة وجبة الغذاء الرخيص لكل طفل تصل فى اليوم الواحد إلى 15 جنيهاً وفى حالة تعدد الأبناء مثل حالة الأطفال الثلاثة المذكورين آنفاً يتضاعف المبلغ. وبذلك فإن السبب الرئيسى الدافع للقتل بواسطة أحد أبويهم هو خمسة عشر جنيهاً على الأقل، ومن ثم فإنه هرباً من هذا العبء الاقتصادى الثقيل يقوم الأب أو الأم بالتخلص بالقتل لأولادهما سواء بالحرق أو الخنق أو غيرهما.

ولا شك أن تكلفة غذاء الابن أو الابنة فى اليوم بالإضافة إلى باقى المصروفات الضرورية الأخرى يمثل عبئاً كبيراً ودافعاً رئيسياً لإثارة الرغبة فى خلاص الأم أو الأب من الأولاد ومن ثم فإن عاطفة الأمومة أو الأبوة تم القضاء عليها كما حدث فى الجريمتين المذكورتين آنفاً، ويجب ألا يغفل المجتمع عن حقيقة الدافع الرئيسى لارتكاب الأب أو الأم جريمة قتل الأطفال للتخلص من أعبائهم.

وتثير الدهشة والحزن قيام الأم بقتل أطفالها حرقاً ثم إلقاء الجثث فى أكياس بلاستيك وسجادة صغيرة فى خرابة بالطريق العام، وذلك لكى تنهش الكلاب هذه الجثث وليس معقولاً تبرير الأم التى حرقت أبناءها وألقتهم فى الطريق بالخوف من المسئولية الجنائية عما ارتكبت، وأعتقد أنه قد أصبح يتعين أن تكون عقوبة قتل الأب أو الأم لأبنائهما عمداً هى الإعدام شنقاً دون النزول بالعقوبة إلى مستوى أدنى من ذلك، ولا بد إذن من تعديل قانون العقوبات بقانون ينص بصراحة ووضوح على هذا التعديل الرادع لمرتكب جريمة بشعة أصبحت للأسف موجودة فى الواقع نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية العائلة المنهارة فى هذا الزمان الردىء.

رئيس مجلس الدولة الأسبق