رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

«الكورة أجوان».. الحقيقة الجادة فى لعبة كرة القدم، لصاحبها ومبدعها المعلق الكابتن محمد لطيف، الأشهر عندما كان هو المعلق الأوحد فى العالم العربى كله.. ومع كل مباراة تثبت هذه النظرية «اللطيفية» صدقها..  ومنذ أيام كسبت فرنسا كأس العالم بإحراز الأهداف وخسرته كرواتيا رغم أنها لعبت بالكرة أفضل.. ولكن «الكورة أجوان»!

واللاعب المصرى محمد صلاح، المحترف فى فريق ليفربول الإنجليزى، لم يصل إلى مكانته الدولية المرموقة بين لاعبى العالم الكبار إلا بإحراز الأهداف.. مثله مثل أشهر اللاعبين فى كرة القدم، من أول البرازيلى بيليه وحتى الأرجنتينى مارادونا، ومروراً بالبرتغالى رونالدو وحتى الأرجنتينى ميسى.. وكذلك فى مصر، لم يصل صالح سليم أو حمادة إمام وأيضاً الخطيب أو على أبوجريشة لمكانتهم إلا بالموهبة المبدعة فى إحراز الأهداف.. رغم أن الملاعب فى كل العالم عرفت مئات اللاعبين الذين لعبوا أجمل وأفضل بالكرة.. ولكن ظل الذين يحرزون الأهداف بالكرة هم الأبطال، وهم الذين يتذكرهم المشجعون.. لأن «الكورة أجوان»!

والكاتب الصحفى بجريدة «الأهرام» عماد أنور أصدر مؤخراً كتاباً يحمل عنوان «محمد صلاح.. حكاية بطل»، عن «دار العربى للنشر والتوزيع» بالقاهرة، رصد من خلاله مشوار النجم المصرى «محمد صلاح» مع كرة القدم بداية من ممارسته اللعبة فى مسقط رأسه «نجريج»، وهى قرية متواضعة تابعة لمحافظة الغربية فى دلتا مصر، وحتى حصوله على لقب أفضل لاعب بالدورى الإنجليزى لعام 2018. وقد تضمن الكتاب توثيقاً لأجمل أهداف اللاعب ولم يتضمن لأفضل مباراة لعبها، ولا أجمل تمريرة ولا.. ولا.. ولكن الأهداف، والأهداف فقط لأن «الكورة أجوان»!

ولا يقدم «عماد أنور» فى كتابه سيرة ذاتية للاعب صلاح، من نجريج إلى لندن.. فمن لا يعرفها فى عصر الإنترنت والمعلومات الملقاة على أرصفة المواقع الإلكترونية؟.. ولكنه يقدم كتاباً يحاول الإجابة من خلاله عن السؤال الأهم وهو «كيف تكون بطلاً؟ «.. بطلاً مع نفسك لتنجح فى حياتك، وبطلاً فى دراستك لتحصل على الوظيفة التى تحلم بها، وفى عملك لتكون ناجحاً، ومع أهلك وأطفالك ومع الناس.. وطبعاً فى وطنك!

وفى هذا الكتاب يضع «عماد أنور» الوصفة السحرية، التى تمكن من خلالها «محمد صلاح» أن يصبح بطلاً منذ أن كان طفلاً، عندما انتقل إلى صفوف الناشئين بنادى المقاولون العرب، وهو ما تطلب منه أن يقطع رحلة يومية مدتها 5 ساعات، تبدأ فى الفجر للوصول من قريته الريفية إلى النادى فى العاصمة القاهرة، وكيف تغيّرت حياة اللاعب الذى كانت أحلامه لا تبتعد عن اللعب فى أحد أندية الدورى الممتاز وخصوصاً الأهلى والزمالك ليكون واحداً من أشهر لاعبى العالم.. ولكن هذا الحلم الذى صار صغيراً جداً وأوصله للمكانة الدولية لم يحققه لأنه كان يصحو فى الفجر، وهو الطفل الصغير، ليصل الى القاهرة صباحاً.. ولكن لأنه كان يتعلم كيف يحرز أهدافه لأنه عرف مبكراً أن «الكورة أجوان»!

وتحقيق الفوز فى كل مجالات الحياة، وليس فقط فى لعبة كرة القدم، يحتاج إلى «أجوان».. وهذا هو الدرس الأهم فى كتاب الكاتب الصحفى عماد أنور «محمد صلاح.. حكاية بطل»، ولا شك أن هذه «الأجوان» تحتاج لمجهود واجتهاد وصبر وعمل وإرادة قوية وإصرار على تحقيق المستحيل.. وفى مسيرة كل العظماء، من أول الفلاسفة والحكماء والعلماء فى كل الأزمان القديمة، وحتى العباقرة فى العلم والفكر والأدب والفن فى عصرنا الحديث.. لم يحققوا إنجازاتهم العظيمة للبشرية سوى بإحراز «أجوان» فى أعمالهم!

وليس صحيحاً أن كتاب «محمد صلاح.. حكاية بطل» عن الرياضة كما يبدو من على السطح.. ولكن عن صناعة البطل.. ولذلك فهو أحد «أجوان» عماد أنور الرائعة!

[email protected]