عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تأملات

أتابع بين الحين والآخر مقالات اللواء دكتور سمير فرج، سواء فى الأهرام أم الأخبار، وتعجبنى رؤاه وأجد نفسى أتماهى مع بعضها ومنها مثلا تلك التى ندد فيها باستخدامنا للساحل الشمالى مقارنة بما تقوم به تركيا فى منطقة شبيهة - أنطاليا.

أدهشنى عندما كتب مقالا كاملا بالأهرام يستشير فيه القارئ فيما يجب عليه أن يكتبه بعد أن استشعر أن ما يتناوله من قضايا استراتيجية وقومية لا تحظى بتلك الأهمية التى حظى بها مقال واحد ذو طابع إنسانى عن ام تنكر لها بنوها إلى حد انه ظل اسبوعين كاملين لا هم له الا الردود على الاتصالات بخصوص المقال وأشرك معه ذويه فى الرد على الرسائل الالكترونية لكثرتها وعدم قدرته على التعامل معها بمفرده.

باختصار، كان السؤال المحورى: هل يواصل الرجل فى مساره الجديد الإنسانى باعتباره الذى يحظى بالاهتمام، ام يبقى على ما هو عليه من كتابات ليس لها الشعبية ولا نقول الاهمية التى للقضايا الانسانية؟. كنت أود ان أقول للدكتور سمير هوّن عليك، فالكاتب ليس برنامج «ما يطلبه المستمعون» أو القراء وإنما هو يقدم خريطة عمله وأفكاره لقارئه باعتبار ان تلك صنعته ووظيفته فى الحياة.

سبب هذا الحديث هو أننى أعيش، وأعتقد ان غيرى كذلك، حالة شبيهة بشكل او بآخر من حالة الدكتور فرج. يأتى أحيان وازمنة يتساءل معها الكاتب أو الكتّاب، وأرجوك ان تعتبرنى تجاوزا منهم، عما يكتب ويواجه به قارئه بعد خالقه. اذا كان مهرب فرج لتعزيز فعالية ما يكتبه مقبولا فإن آخرين لا تسعفهم ظروفهم فليجأون إلى التفاهة أو ما قد يبدو لك انت القارئ كذلك سواء لمجرد التواجد والقول بأننا ها نحن هنا.. أو للفرار مما لا بد من الفرار منه.. يرونه بأعينهم ولا يراه القارئ.

ولذلك لم استغرب عندما راح كاتب كبير فى مرآة ذاته يخصص مقالا كاملا فى نصح القارئ بالطرق الذكية فى معرفة حالة البطيخة المضروبة والطرية. أعترف أننى استفدت كثيرا كثيرا من المقال بالضرب على البطيخ لاستيضاح ما إذا كان أحمر ام أقرع، وما اذا كان مهرمنا ام غير مهرمن؟.

وإذا كان الجنرال، كما يقول ماركيز، ليس لديه من يكاتبه، فإن الكاتب فى مراحل معينة لا يجد ما يكتب فيه، ولذلك لا اجد حرجا او قيودا سواء لدى او لدى غيرى ممن يتابعون ما أكتب قراء ام غير قراء، فى أن انزل إلى ما قد يراه البعض دركًا أسفل من التفاهة المتعلقة بعشقى للب الابيض غير المملح. وقد وصل هذا العشق درجة المرض، حيث كنت احرص على اكتنازه فترات وجودى خارج مصر، فيكون ضمن حقائبى عدة كيلو جرامات وبسبب هذا الادمان لم اكن اجد حرجا فى ان اطلب من اى صديق ان يجلبه لى من المحروسة.

للأمانة تغيرت الاحوال بعد عودتى لمصر وتراجع قدراتى المادية وارتفاع سعره من 36 جنيها إلى 54 جنيها. تخليت قسرا عن معشوقى وتراجعت الكميات إلى ربع الكيلو ثم ثمن الكيلو بعد ارتفاعه إلى 88 جنيها. إذا كنت وضعت يدك على قلبك مع ارتفاع البنزين الشهر الماضى خشية ارتفاع المواصلات ورغيف العيش فقد فعلت مثلك ولكن خشية ارتفاع سعر اللب الابيض إلى 96 - الزيادة دوما 8 جنيهات - فليس بعد «ثمن» الكيلو، نصف الربع، مجال لنقصان. وكم كانت دهشتى عندما مررت على احد المحلات لأجده رفع سعر الكيلو إلى 112 جنيها.. بزيادة 24 جنيها مرة واحدة. تنامى إلى ذهنى ان علاقتى باللب الابيض قد انتهت وإلى الأبد.. فهل تؤيدنى عزيزى القارئ فيما أنتويه؟ اذا كنت تجد ان الموضوع تافه فاعتذر عن شغلك به، رغم أن للتفاهة أحيانا، كما يرى ميلان كونديرا فى روايته «حفلة التفاهة» قيمة فى بعض الأحوال، غير أن لى أسبابى التى قد لا أستطيع البوح بها.. وقد يمكننى ذلك فى المستقبل!

[email protected]