عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

إذا كنت من ذوي الدخل المحدود.. ومن منا ليس منهم؟.. فلا تظن أن صناع السجائر «قلبهم عليك بجد» بإعلانهم الاتجاه الى انتاج «صنف» جديد مناسب لجيبك.. بعد أن رفعت الحكومة أسعار السجائر وصارت علبة «الكليوباترا السوفت» أو «كوكو الضعيف» كما يسميها التلاميذ.. وهي الأرخص سعرا.. حلما يفوق قدرات الفقراء.. وهو ما يدفع محتكري صناعة السجائر الآن لانتاج الصنف الرخيص الذي يجوز أن نطلق عليه اسم «كوكو المحدود».. أو «كوكو الأضعف».. وهم مضطرون لذلك ليس من أجل تلبية مزاج حضرتك.. ولكن ليحافظوا على الأرباح المهولة التي يجنونها من وراء هذا الدخان الأبيض المتصاعد في الهواء من «نغاشيش» سيادتك.

 

< هل="" تعلم="">

من الذي يحتكر صناعة السجائر في مصر؟.. ومن المستفيد الأكبر من صناعتها وتجارتها و"حرقها" وأرباحها؟.. إنها الحكومة.. آه والله «زمبؤلك» كده.. الحكومة هي التي تجني أرباحها.. وهي التي ترفع أسعارها.. وهي التي سوف تتضرر من رفع الأسعار بسبب انخفاض المبيعات.. وهي التي ستنتج لك صنف «كوكو المحدود» لكي تعوض خسائرها..!!

الأرقام الرسمية تقول: إن شركة «الشرقية للدخان» تحتكر إنتاج السجائر في مصر.. وإن الحكومة تسيطر على أغلب أسهمها.. «إذ تتوزع أسهمها بين 55% من إجمالي الأسهم مملوكة للدولة ممثلة في الشركة القابضة للصناعات الكيماوية.. و5.5% لاتحاد المساهمين بالشركة.. و39.5% لشركات وبنوك عامة وخاصة وصناديق استثمار وأفراد مصريين وأجانب».

وهناك تصريحات لمسئولين رسميين تقول إن صناعة السجائر أدخلت لخزينة الدولة العام الماضي نحو 34 مليار جنيه.. بينها نحو 11 مليارا عائدات الضرائب المفروضة على التبغ ومنتجاته.. وإن هذا المبلغ مستهدف ارتفاعه الى 40 مليار جنيه في العام الحالي.. وهو ما يفوق عائد تشغيل قناة السويس.

 

< في="" العالم="" كله="">

فإن شركات تصنيع السجائر تحقق أرباحا طائلة.. وتمثل عوائد هذه الصناعة موردا مهما جدا لإيرادات موازنات دول كثيرة.. وتقدر مبيعات التبغ حول العالم حسب احصائيات حديثة بنحو تريليون دولار .. أي 1000 مليار دولار سنويا.. وتمثل مبيعات السجائر وحدها نسبة 94% تقريبا من إجمالي مبيعات صناعة التبغ. أما صافي أرباح صناعة التبغ في العالم فيصل الى حوالي 50 مليار دولار أمريكي سنويا حسب أرقام منظمة التجارة العالمية.

من أجل ذلك.. فإن كل الدول التي تحتكر حكوماتها صناعة التبغ محليا.. لا تكون جادة أبدا في أي حملات تنظمها.. أو يتم فرضها عليها من الخارج حسب القوانين العالمية.. والتي تهدف الى الحد من التدخين أو التحذير من خطورته على الصحة العامة.. فما يساهم به هذا النشاط الصناعي الضخم في موازنات هذه الدول يمنعها من النظر بجدية في خطر التدخين على صحة الناس.. بالرغم مما تتحمله الدول من نفقات على علاج مرضى التدخين.

 

< نعود="" الى="">

لنقرأ تصريحا لمسئول باتحاد الصناعات.. يعلن فيه أن منتجي السجائر في مصر يعكفون على إنشاء خطوط إنتاج جديدة لعمل منتج سجائر جديد يتناسب مع محدودي الدخل.. بعد الزيادة الأخيرة في الأسعار التي أقرتها الحكومة.. وفي إعتقادنا أن هذا سيحدث لسببين.. أولهما أن زيادة الأسعار خفضت المبيعات.. وبالتالي ستخفض الأرباح والعوائد التي تؤول الى الدولة.. وثانيهما أن هناك شركات تبغ عالمية تستثمر أموالا ضخمة في صناعة السجائر بمصر.. ولا بد من الحفاظ على أرباح هذه الشركات.. أما أنت يا محدود الدخل فعليك بسجائر «كوكو المحدود» حفاظًا على أموالك وعلى أرباح الحكومة.. وبالمناسبة: «إزَّي الصحة»..؟!