عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات :

جزء كبير من مشاكلنا.. يعود إلى حالة الغضب التى تعترينا.. في كل وقت وحين!!

فكلنا غاضبون..خانقون..روحنا في أطراف أنوفنا.. تتوقف على مجرد عطسة..فتخرج وﻻ تعود!!

أصبحنا لا نرحم بعض.. وﻻ نلتمس الأعذار لبعضنا البعض.. نبحث عن عيوب بعضنا البعض..وﻻ نبحث عن ستر الآخرين..نبدأ نعريهم ونكشف أجسادهم.. وﻻ نرحم خصوصياتهم وأسرارهم!!

كل واحد فينا..يمسك خنجرًا للآخر في العمل. .وفي الشارع.. وربما في البيت اختفت فضيلة التسامح.. وضاعت فضيلة الرضا عند الناس!! لدرجة أنني أحياناً أشعر بأن كل ما نعيش فيه من هم وكرب وغلاء..وضيق في العيش..قد يكون في وجهه الآخر عقاب رباني..على ما نقترفه بأيدينا في حق أنفسنا!!

كان سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول أعقل الناس أعذرهم للناس!!

قد تتهمونني بالإفراط في جلد الذات..ﻻ والله ليس إفراطًا بقدر ما هو محاولة لإيقاظ الضمائر النائمة وإفاقة النفوس التائهة..فنحن جميعاً في صراع وتطاحن وتشاحن..على دنيا لا تساوي جناح بعوضة..كلنا فانون..كلنا زائلون..ولن يتبقى منا إلا السيرة الحسنة!!

لا أدري لماذا تطرأ على ذهني هذه القصة..كلما رأيت أمامي حالات من التسرع وسوء الفهم.. وعدم تلمس الأعذار لبعضنا البعض فقد قرأت هذه القصة الحقيقية..والتى تؤكد لنا هذا المعنى تماما فقد دخل الطبيب الجراح للمستشفى.. بعد أن تم استدعاؤه لإجراء عملية فورية لأحد المرضى وقبل أن يدخل غرفة العمليات..واجهه والد المريض وصرخ في وجهه : لِم التأخر؟ إن حياة ابني في خطر؟ أليس لديك إحساس؟

فابتسم الطبيب ابتسامة فاترة وقال لوالد المريض : أرجو أن تهدأ.. وتدعني أقوم بعملي.. وكن على ثقة أن ابنك سيكون على ما يرام، فرد الأب مستنكرا دعوة الطبيب له بالهدوء : ما أبردك يا أخي..لو كانت حياة ابنك على المحك هل كنت ستهدأ؟ ما أسهل موعظة الآخرين؟

تركه الطبيب ودخل غرفة العمليات..ثم خرج بعد ساعتين على عجل.. وقال لوالد المريض: لقد نجحت العملية.. والحمد لله..وابنك بخير الآن، واعذرني فأنا على موعد آخر!!

ثم غادر المكان فوراً دون أن يحاول سماع أي سؤال من والد المريض!!

ولما خرجت الممرضة سألها الأب: ما بال هذا الطبيب المغرور يغادر المكان دون أن يقف ليشرح لى ما حدث لابني؟ فقالت الممرضة: فلتعذره يا أخي.. لقد توفي ولده في حادث سيارة  قبل قليل..ومع ذلك فقد لبى الاستدعاء عندما علم بالحالة الحرجة لولدك!

وبعد أن أنقذ حياة ولدك الآن كان عليه أن يسرع ليحضر دفن ولده!!

تخيل حالة هذا الرجل وندمه على تعنيفه للطبيب..رغم أنه كان هو الآخر في أشد الاحتياج للمسة حانية ويد تربت على كتفه وتشد أزره على فقدان فلذة كبده!!