رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الطاير

 

 

من أخطر الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة في اللغة العربية حكاية «الكتاب يبان من عنوانه» فهي مثال صارخ للسطحية والانتخة وإصدار الأحكام الجاهزة دون مجهود في القراءة والبحث بعكس كل لغات العالم التي تقول لا تحكم على الكتاب من عنوانه، وخطورة هذا القول المأثور في اللغة العربية انه رسخ ثقافة الحكم على الناس والأشياء بمجرد النظر إلى الشكل الخارجي، فمثلا الرجل الأصلع ذكي والرجل الملتحي شيخ  يوحي  بالوقار والهدوء والرجل المتبسم يوحي بالثقة والراحة والاطمئنان والقصير مكير والراجل الشيك بيه وصاحب الملابس المتواضعة غلبان وحاجات تانية كتير غريبة وعجيبة أصبحت مسلمات رغم أنه من السهل جدا كشف زيفها وخطأها، وبكل تأكيد هذا غباء في إطلاق الأحكام وتسطيح للفكر وثقافة بالية أفسدت المجتمع.

وفي عصر العولمة والسموات المفتوحة وتكنولوجيا المعلومات اصبحت هذه الثقافة وذلك الفكر منبوذاً ومستهجناً وبعيداً كل البعد عن حركة الحياة وثقافة المجتمعات المتقدمة التي تحض على البحث والمعرفة والابتعاد عن المظاهر وهذا هو لب الموضوع الذي أتحدث فيه اليوم لأن أسوأ ما يعوق حركة التطور في المجتمع المصري هو أن الناس تبحث عن المظاهر وأن الكثير يهتم بالظاهر فقط أو بدرجة أكبر من المضمون وأصبح القول المأثور في المجتمع هو أن أهم من الشغل تظبيط الشغل يعني المهم يبقي الشكل حلو بصرف النظر عن النتائج وأخطر ما في ذلك الناس التي تتظاهر بالتدين بجلابية ودقن وسبحة وأيضاً من يدعي أنه أنجز أعمالاً وهو لا يذهب إلي عمله إلا للهمبكة والمنظرة وساعات العمل تمر دون انجاز شيء إنما همبكة ومنظرة بدون انجاز حقيقي، وهنا لابد من معايير جديدة لتقدير العمل ومجازاة من يعمل وينجز وعقاب أولئك الذين لا يهمهم إلا المظاهر والمنظرة وتظبيط الشغل والتقرب إلى أصحاب العمل والمدير حتى أصبح أكثر ما يقال في العمل تعمل كثيرا تخطئ كثيرا وتعاقب. والأفضل إلا تعمل فلا تخطئ ولا تعاقب منطق غريب وأقوال تحبذ الانتخة والانفلات وتكره العمل استناداً إلى مقولات غريبة يجب أن ينبذها المجتمع ويبدأ في إرساء قواعد وقيم جديده هي أساس تقدم الأمم وهي العمل والعلم والإرادة والإدارة والتدريب والتعليم والجد والاجتهاد والمثابرة بدلاً من المظاهر والفهلوة التي أضاعت قيم التعليم والتفوق والنجاح حتى فقد الشباب القدوة وفقدت الشهادات والدرجات العلمية قيمتها وأصبح المجد للفهلوة والمنظرة وتظبيط الشغل وأصبح المجد والشهرة والفلوس والنجاح للأقدر على أمور الفهلوة والبوليتيكا. والحقيقة انه بموجب ثقافة الفهلوة ليس للكفاءة والاجتهاد والمثابرة والشهادة مكان في القمة وللأسف الشديد هذا الواقع استمر سنوات طويلة منذ عصر الانفتاح في أواخر السبعينات وسوف ننتظر وقتاً حتى تعود قيم النجاح طبيعية كما في كل المجتمعات.