إدارة الأزمات

منذ حوالى 6 سنوات ناديت بإنشاء إدارة أزمات تتوقع حدوث الأزمة قبل وقوعها، وتكون مكلفة بوضع الحلول الناجحة فى حالة وقوعها. وقد نشرت منادياً بتشكيل هذه الإدارة أو اللجنة أو الهيئة أياً كان اسمها طالما أنها تعنى بالدرجة الأولى بالأزمات وتوقع حدوثها والبحث عن الحلول أياً كانت لهذه الأزمات أو الكوارث حسبما تسميها. وعلم الأزمات بات الآن يدرس فى الجامعات، وله باحثون متخصصون فيه يعملون على توقع الأزمة وكيفية مواجهتها.. وتاريخياً فإن علم توقع الأزمات أول من عرفته الجيوش النظامية بالدول وتعمل به. وسرعان ما انتقل هذا العلم إلى الحكومات والتى بدورها عممته على الوزارات والهيئات المختلفة.

عندما ناديت بتشكيل إدارة للأزمات تتولى شأنها الحكومة، كان الهدف منها، هو التخلى عن نظام العشوائية الذى انتشر فى إدارات كثيرة بالدولة، وبهدف القضاء على أية مفاجأة قد تحل وتحمل فى طياتها الكثير من الكوارث والأزمات. وأخيراً قامت حكومة المهندس شريف إسماعيل بتشكيل لجنة للأزمات وهذا شيء رائع ومهم، وهذه اللجنة مهمتها الأساسية أن تتوقع الأزمة قبل حدوثها، وبذلك تكون مستعدة وتبعد تماماً عنصر المفاجأة الذى يسبب خسائر كثيرة فى أشياء متعددة، بل تكون الدولة جاهزة بالحلول فى حالة وقوع الأزمة.

بل إن مهمة اللجنة التى تتوقع الأزمة، هى اتخاذ كافة التدابير الممكنة للحيلولة دون وقوعها، والمنع فى حد ذاته يعد فناً وإدارة واعية، ويمنع الخسائر الواسعة التى قد يسببها وقوع الأزمة. اللجنة التى شكلها المهندس شريف إسماعيل، نتمنى أن يتم تعميمها على مستوى أوسع بجميع الوزارات والهيئات والإدارات، وهى فى حالة تطبيقها تمنع وتقضى على الروتين والبيروقراطية المتفشيين بالبلاد منذ زمن طويل، وهذا أهم جانب إيجابى فى لجان الأزمات، فلو كانت على سبيل المثال لا الحصر، لدينا إدارة أزمة ما وقعت كارثة غرق محافظتى الإسكندرية والبحيرة بهذه البشاعة التى رأيناها.

ولجان إدارة الأزمات لا تمنع وقوع الكوارث فحسب وإنما تكون عاملاً مهماً فى التنمية المستدامة التى تريد البلاد تحقيقها فى كافة المجالات، وأعتقد أنه بعد ثورة 30 يونية، والقيام ببناء الدولة المدنية الحديثة، لابد من تفعيل لجنة الأزمات بل ونشرها داخل كل الوزارات والهيئات من أجل تحقيق النفع الأعظم للمواطنين وتحقيق الحياة الكريمة التى ينشدها الجميع.

وللحديث بقية

  رئيس حزب الوفد