رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

انتهى شهر العسل الكروي، ثلاثون يوماً مرت كأنها طيف جميل على عشاق المونديال الذين وقعوا فى غرام الساحرة المستديرة، وزاد المونديال روعة ذلك التنظيم الرائع من روسيا الدولة المضيفة للمسابقة، ومنذ اليوم الأول لبدء المسابقة بدأت التكهنات لترشيح المنتخب الذى سيفوز بالبطولة، وفى النهاية فاز المنتخب الفرنسى بكأس العالم بعد تغلبه على منتخب كرواتيا بأربعة أهداف مقابل هدفين، كثيرون كانوا يتمنون فوز كرواتيا بهذه البطولة بعد وصولها للنهائى بجهدها وإصرارها والتكتيك العالى الذى وجدناه من مديرها الفني.

وأنا واحد من هؤلاء للأسباب الآتية:

بداية مقدرش أحب فريقين عشان مليش قلبين لكن استثناء من هذه القاعدة فقد كنت أرشح ألمانيا أو البرازيل للفوز بكأس العالم، وعندما سقط هذان المنتخبان الكبيران فى مفاجأة غير متوقعة، ملت إلى تشجيع كرواتيا عندما وجدت فى هذا الفريق المتكامل كل فنون الكرة، كانت الجدية والإصرار والتركيز الذهنى والعقلى حاضرة عند اللاعبين مودريتش وزملائه راكيتش  وماندزوكيتش. منتخب كرواتيا جعلنى أتابع أحوال كرواتيا الدولة، حتى تعرفت كما تعرف الملايين في العالم على السيدة كوليندا جرابار كيتاروفيتش رئيسة كرواتيا هذه السيدة الرئيسة الشابة تستحق لقب شخصية العام بروحها المرحة، وحضورها الطاغي، وتواضعها الكبير، وجمالها الفتان، ووقوفها خلف منتخب بلادها حتى إعلان الحكم الأرجنتينى صفارة النهاية التى جاءت مخيبة لآمال الشعب الكرواتى، ولكن الرئيسة كولنيدا، لم تتخل عن مرحها، وثباتها بعد انتهاء المباراة، وقامت بتقبيل ايمانويل ماكرون الرئيس الفرنسى وتهنئته بالفوز، كما قامت بتقبيل جميع لاعبى المنتخب الكرواتى ولاعبى المنتخب الفرنسى ورغم انتقال كأس العالم إلى باريس إلا أننى أعتبر أن كرواتيا هى التى فازت بالبطولة وفرنسا فازت بكأس العالم، فكرواتيا كانت تستحق اللقب، وكان من السهل أن تحقق أحلامها وهى دولة صغيرة لا يتعدى عدد سكانها 5 ملايين نسمة  ولكنها اتخطفت فى بداية المباراة، أعتقد أن المباراة سارت بطريقة أن كل منتخب يريد أن يهدى البطولة الى الآخر، اتخطفت كرواتيا لأنها سجلت هدفا فى مرماها فى بداية المباراة، وأهدت فرنسا ضربة جزاء مجانية، كما أهدى حارس مرمى فرنسا هدفا لكرواتيا، وكاد الحصان الكرواتى أن يفعص الديك الفرنسي، ولكنه تحول إلى حصان من الحلوى فى الوقت الحاسم وفرط فى حلم العمر وانحازت البطولة للثقافة والاقتصاد القوى على البساطة  ومحدودية الانتشار.

ورغم أن منتخب كرواتيا فقد هذه البطولة السهلة التى كانت بين يديه إلا أن لاعبى المنتخب الكرواتى كانوا متماسكين لآخر ثانية فى المباراة وبعد إطلاق الحكم صفارة النهاية لم نجد لاعبا يبكى أو يسقط على الأرض كما يحدث فى مثل هذه المسابقات المهمة، ولكن أنابت الأمطار عن دموعهم، عندما شهدت مراسم تسليم الميداليات وكأس البطولة هطول الأمطار بغزارة، ورغم ذلك استمر الرؤساء بوتن وماكرون وكوليندا فى تكريم اللاعبين، ورقص ماكرون مع أبطال  العالم، ولم تفارق الابتسامة شفاه الرئيسة الكرواتية التى كانت تحلم باصطحاب كأس العالم معها إلى زغرب ولكن الحظ اختار باريس.

مرت المسابقة العالمية كأنها حلم رومانسى تسلل مع لفحة هواء هاربة من الشتاء الماضي، وعدنا إلى العك المحلى الذى يبدأ غداً، فكأنك كنت تأكل طبق بسبوسة من أشهر المحلات فى أكبر عاصمة أوروبية وتم عقابك بطبق مش من محل «هنداوي» فى شبرا، فأهلاً بالعك حتى تفرج.