رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى عام 2001 بدأت منظمة اليونسكو فى إجراء بحث ميدانى من الثقافة الإعلامية أو التربية الإعلامية وطبقته على أكثر من 72 دولة على مستوى العالم لتحدد مفهوم الثقافة الإعلامية والتى تعنى أن الشعوب قادرة على إنتاج إعلام ومتابعته وأيضًا تلقى المعلومات وتنقيتها وفرزها ما بين معلومات خاطئة أو إشاعات أو معلومات تستهدف الرأى العام ومنذ ذلك الحين وهناك قسم مخصص فى منظمة اليونسكو لموضوع الثقافة والتربية الإعلامية منذ الصغر وهناك العديد من الدول فى العالم أقرت تدريس تلك المادة الإعلامية للأطفال فى المدارس والجامعات وليس معنى الإعلام هنا مجرد معلومات وأخبار وإنما امتد مفهوم الإعلام إلى الأفلام والكرتون والإعلانات سواء المسموعة أو المرئية أو حتى الإعلانات التى تملأ الشوارع والطرقات ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعى دخل الفيس بوك والتويتر والانستجرام (الخاص بالصور) إلى دائرة ومجال الإعلام والتربية أو الثقافة الإعلامية وأصبح من المحتم والضرورى أن يربى النشء والجيل القادم على تلك الثقافة الإعلامية وهذا الوعى والإدراك المعرفى والإنسانى لمعنى ومفهوم الإعلام الشامل وكيف يؤثر فى السلوك البشرى ويغير من العادات والتقاليد والأفكار ويوجه الرأى العام ويعد قوة ضغط سياسية واقتصادية وبالقطع اجتماعية تشكل خرائط الدول والشعوب وتحدد الاستثمار والتصدير وحركة التجارة فى العالم أجمع.... أى أن الثقافة الإعلامية لها معنى ومدلول أشمل وأعم من مجرد مجموعة أخبار أو حوادث أو حتى أفلام وإعلانات أو تواصل عبر الفيس بوك من هذا المنطلق توجه العالم إلى المزج والدمج بين استخدامات الكمبيوتر وبين العلوم الاجتماعية أى مجالات الدراسة والبحث الجديدة تتجه لأن يبدأ الباحثون والدارسون فى تطويع التكنولوجيا للاستخدامات الإعلامية ودمج الذكاء الاصطناعى مع الذكاء البشرى بمعنى أن جامعة مثل جامعة أكسفورد أن تنشأ معهدًا متخصصًا فى علوم الإنترنت وكيفية استخدام الحكومات أو بعض المنظمات للإنترنت وشبكات التواصل فى تحريك الشعوب والتأثير عليها سلبًا وتوجيهها نحو سياسات وسلوكيات بعينها تخدم أنظمة أو جماعات أو مخابرات ومن هذا الصدد علينا أن نبدأ فى الاهتمام والانتباه والالتفات إلى أهمية محو الأمية الإعلامية للمصريين على حد سواءً خاصة بعد أن أصبحت السموات مفتوحة ولا حدود ولا قيود على استخدامات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى وكيف أن هناك كتائب إلكترونية متخصصة فى نشر الشائعات والأخبار الكاذبة والتى تخلق حالة من التوتر و البلبلة والقلق وعدم الاستقرار الاجتماعى بجانب أن هناك أيضًا كتائب تعمل على زعزعة الثقة فى الدولة والنظام والسلطة ولذا فإن علوم الحاسب عليها أن تدمج مع علوم الإعلام والاجتماع والفن لنصل إلى صيغة علمية وأكاديمية قادرة على إعلام وتنوير متابعى الإعلام والمتلقى ومحو الأمية الفعلية كتابةً وقراءةً لأن العصر الحالى هو عصر المعلومات والسموات المفتوحة كذلك على الدولة البدء فى إنشاء مرصد إليكترونى من قبل جهات علمية لمتابعة الكتائب الإلكترونية وتحليل المضمون وعرض النتائج والأكاذيب والمعلومات الكاذبة على الرأى العام بالسرعة والدقة والشفافية التى تتناسب مع سرعة هذا الوحش الإلكترونى الفضائى المسمى الإنترنت... إذا كنا نعانى فى الماضى من الأمية فإننا اليوم أصبحنا فريسة لأكبر عملية مسح بشرى تجرى على العقول وعلى النفوس عبر تلك الأمية الإعلامية التى علينا أن نواجهها ونعرف معناها ومغزاها ومدى خطورتها السياسية والاجتماعية... محو الأمية الإعلامية واجب وهدف وطنى وعلمى...