رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رادار

(1)

الزمان: شهر نوفمبر من العام 1988م.

عقارب الساعة تشير إلى تمام الثامنة صباحاً.. طلبة مدرسة ابتدائية فى طابور الصباح يرددون خلف أطول ثلاثة طلبة فى مدرستهم تحية العلم: «تحيا جمهورية مصر العربية»!

بعد «صفا انتباه».. كان الأطفال فى صف واحد يتسابقون.. من سيكون صاحب أقوى حنجرة وأعلى صوت فى طابور الصباح؟.. لقد سكنت عبارات تحية العلم وكلمات النشيد الوطنى القلوب والعقول، جمعت الأطفال على قلب واحد وفى صوت واحد فى حب الحياة والوطن: مصر أولادك كرام — أوفياء يرعوا الزمام.. سوف نحظى بالمرام — باتحادهم واتحادى.. بلادى بلادى بلادى.. لكِ حبى وفؤداى».

 

(2)

الزمان: شهر يوليو 2018م..

عقارب الساعة تشير إلى الثامنة صباحاً.. أطباء مستشفى حكومى يستمعون بإنصات إلى السلام الوطنى وقَسَم الأطباء عبر الإذاعة الداخلية للمستشفى، وذلك تنفيذاً لقرار الدكتور هالة زايد، وزيرة الصحة، بإلزام المستشفيات بإذاعة السلام الجمهورى وقسَم الأطباء.

قرارٌ قالت عنه وزيرة الصحة بحسب تصريحات صحفية إنه يأتى لتعزيز قيم الانتماء وحب الوطن ويذكّر الأطباء بحجم المسئوليات التى أوكلت إليهم فى نطاق عملهم.

وزارة الصحة نفسها أكدت على لسان متحدثها الرسمى فى حديثه لإحدى القنوات الفضائية بأن القرار يأتى ضمن المشروع القومى لتحسين بيئة العمل لمقدمى الرعاية الصحية، وهو واحد من بين حزمة قرارات تستهدف نشر القيم الإيجابية بين أوساط الكادر الطبى والمرضى فى المستشفيات.

30 عاماً هى ما يفصل بين القصتين، بين قصة أولى كادت تختفى من دفتر أحوال مدارسنا، وبين قصة أخرى لفكرة إيجابية تشكل أداة لنشر الطاقة الإيجابية والقيم الإيجابية لدى موظفى المؤسسات الحكومية فى بقاع مختلف من العالم -ومنها دولة الإمارات على سبيل المثال-، لذا، فقد كان الأجدر من وجهة نظرى تصميم وإطلاق الفكرة برعاية مجلس الوزراء والحكومة ذاتها لتشمل كافة المؤسسات الحكومية الخدمية فى بر المحروسة، ولتكون ضمن مشروع قومى متكامل لتحسين بيئة العمل الحكومية فى مختلف القطاعات، بما يخدم جهود الإصلاح الإدارى فى جسد وقلب الجهاز الحكومى فى مصر!.

بين القصتين.. أصيب رادار بعطل مفاجئ!

[email protected]