رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

لا تملك إلا أن تشعر بالقرف والغثيان.. والخجل أيضا.. من هول ما كشفه بيان وزارة الداخلية عن تفاصيل جريمة مصرع أطفال المريوطية الثلاثة.. وإلقاء جثثهم ممزقة ومتعفنة في عرض الطريق.. بهذه الطريقة البشعة التي أثارت وأزعجت كل المصريين.. ونسج البعض حولها الحكايات والشائعات المرعبة.عن عصابات خطف الأطفال والاتجار في أعضائهم البشرية.. وغيرها من قصص الخيال والأكاذيب المقصودة والممنهجة بقصد ضرب نسيج المجتمع وتقويض أمنه وانتزاع الإحساس بالأمان من قلوب أفراده.

•• ثم جاءت التفاصيل المفجعة

شيطانة في صورة إمرأة.. تحترف الدعارة المقنعة بعقود الزواج العرفية.. وأنجبت الأطفال الثلاثة من زيجات مختلفة.. واستخرجت لهم شهادات ميلاد باسم أب آخر لم ينجبهم.. كانت هي مفتاح حل لغز الجريمة.

يقول البيان أنها كانت تتركهم طوال الليل في شقة استأجرتها مع زميلة لها.. و"تسرح" في الشوارع لاصطياد زبائنها من أمام الملاهي الليلية.. وفي يوم الحادث أغلقت عليهم باب حجرتهم وخرجت.. ثم عادت في الصباح لتجدهم جثثا هامدة.. بعد أن اشتعلت النيران في الغرفة.. وحرقتهم وخنقتهم.

وبكل قسوة وانعدام ضمير وكفر بالقيم الإنسانية والدينية.. حملت الفاجرة جثث أطفالها بمساعدة صديقتها في «توك توك».. وتخلصت منها وسط أكوام القمامة.. بدلا من دفنهم (!!).

لم يهتز لها طرف.. ولم يردعها رادع وهي تلقي بلحم فلذات أكبادها لتنهشه الكلاب والهوام.. وليس ذلك بغريب على من اعتادت أن تبيع لحمها لذئاب البشر.. ولا تتورع عن ارتكاب جريمة الزنا التي يهتز لها عرش الرحمن (!!).

•• ما كل هذه البشاعة؟

وما كل هذا الفُجر والفُحش.. والانحطاط الأخلاقي والانحلال.. الذي يصل بإمرأة الى هذا الدرك من الإجرام والانحراف والإقدام بقلب ميت ودم بارد على فعل ما تعجز عنه كل المخلوقات.. من عمل يتنافى مع الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها وكرمهم بها..؟!

لا تحدثني عن الفقر والعَوَز والبطالة والظروف المالية والاقتصادية.. وغيرها من تلك «الشمَّاعات» التي يحلو للكثيرين أن يعلقوا عليها أسباب جنوح بعض الأفراد المجتمع.. وخاصة خلال السنوات الماضية بعد عام 2011 .. إلى ممارسة سلوكيات مشينة ودخيلة على المجتمع والخروج عن الطرق المستقيمة واستحلال المحرمات الدينية وارتكاب أفعال تتعارض مع الفطرة الإنسانية والأعراف الاجتماعية.. وغيرها من الجرائم التي لم نعتدها قبل هذه السنوات.

•• فالحقيقة

ان مرحلة الفوضى والضياع والتمزق التي مر بها المصريون خلال تلك السنوات قد قذفت الى سطح المجتمع بأسوأ وأقبح وأحقر ما في قاعه من نماذج شاذة وغريبة ومخيفة.. لدرجة أنك قد تتصور أن هذا البلد لا يضم نسيجا اجتماعيا واحدا.. وإنما هو مزيج من عدة مجتمعات منفردة ومتنافرة ومتباعدة.. ومما زاد الطين بلة تلك «السيولة الإعلامية» والحرب النفسية والمعنوية الشرسة التي تستهدف المجتمع المصري من قوى شيطانية إجرامية محلية وعالمية.. تتسلح بأخطر أدوات التدمير النفسي والعقلي وتستخدم جيوشا من المرتزقة والمأجورين وعتاة الإجرام.. ما أنزل الله بهم من سلطان.. وفي ظل عجز أدوات وأجهزة ومؤسسات الدولة الإعلامية عن الصمود في ساحات هذه الحرب الضروس.

•• ما نريد قوله هو:

إن جريمة أطفال المريوطية الصادمة والمفجعة.. ربما لن تكون الأخيرة في مسلسل هذه الجرائم الاجتماعية الشاذة.. طالما افتقدت الدولة دروعها الإعلامية والقضائية والدينية والثقافية والسياسية.. القادرة على صد طعنات الخيانة الموجهة الى جسد الوطن من داخله وخارجه.