رؤى
لماذا لم تفكر الحكومة المصرية فى ربط البحر الأحمر بالمحيط الأطلسي؟، بصياغة أخرى: لماذا لم تفكر فى مد طريق يربط بين دول البحر الأحمر بدول أمريكا اللاتينية والكاريبي؟. لماذا لم تفكر فى مد خط سكة حديدية من أحد الموانئ الواقعة على البحر الأحمر، مرورا بالقارة الإفريقية وحتى المحيط الأطلسي فى مواجة أمريكا اللاتينية.
الذى ينظر إلى خريطة العالم يتضح له بعد المسافة بين مصر والبحر الأحمر وبين ببلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي، والمسافر من القاهرة إلى البرازيل أو الأرجنتين أو بيرو أو غيرها من بلدان هذه المنطقة بحرا، عليه أن يدور حول القارة الإفريقية، إما عن طريق البحر المتوسط، ثم يدخل المحيط الأطلسي ومنه إلى البحر الكاريبي، حيث المكسيك، وجامايكا وغيرها، أو عن طريق البحر الأحمر ومنه إلى المحيط الهندى، ثم يدور حول القارة السوداء، ومنها إلى المحيط الأطلسي حيث القارة اللاتينية، وهذه المسافة تستغرق عدة أيام بالسفن، فضلا عن التكلفة المالية المرتفعة فى حالة تصدير بعض السلع.
أعتقد أننا لو فكرنا فى مد خط سكة حديدية من إحدى الموانئ التى تقع على البحر الأحمر، يبدأ خط سيره من مصر، مرورا بليبيا أو السودان، ثم دولة تشاد، ومنها إلى نيجيريا أو إلى الكاميرون، حيث تقع نيجيريا والكاميرون فى مواجهة دولة البرازيل، وهى فى منتصف المسافة من الكاريبي إلى نهاية قارة أمريكا اللاتينية.
هذا خط سوف ينقل أضعاف ما تنقله السفن من بضائع، وسيختصر المسافة بحساب الأيام، وسيربط، وهو الأهم، بين بلدان البحر الأحمر وبلدان أمريكا الجنوبية، وسيسهل كثيرا من حركة التجارة بين هذه البلدان، كما أنه سوف يخفض كثيرا من تكلفة نقل البضائع، وسيمكن الموانئ المصرية أن تكون حلقة وصل تجاريا بين بلدان أمريكا الجنوبية وبين بلدان الخليج.
ويمكن كذلك ربط خط نيجيريا أو الكاميرون بأحد الموانئ على البحر المتوسط، لتسهيل التبادل التجارى بين سوريا ولبنان وقبرص وتركيا واليونان وبين بلدان أمريكا اللاتينية، حيث يتم نقل البضائع من خلال موانئ هذه البلدان إلى الموانئ المصرية، ومنها تحمل على عربات السكك الحديدية وتنقل إلى نيجيريا ومنها إلى البرازيل أو الأرجنتين.
وأهمية هذا الخط أيضا أنه سوف يربط مصر ببعض البلدان الإفريقية، ويسهل التجارة بينها بشكل أسرع وأرخص، ويمكن لبعض البلدان الإفريقية الأخرى مد خطوط للربط مع خط مصر- نيجيريا- الكاميرون، وهو ما يعزز الروابط بين بلدان القارة.