رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 أنا شخصيا معجب بشخصية الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة لأنها لم تضعف أمام الحملة الضارية التى استهدفتها طوال الأيام الماضية، بسبب قرار أصدرته فى السابع من هذا الشهر.. طلبت فيه من المنشآت الصحية التى لديها إذاعة داخلية فى محافظات مصر أن تذيع كل يوم وفى الثامنة صباحا السلام الوطنى ويتبعه قسم الأطباء، وقد كانت تستهدف من وراء هذا القرار إحياء الحس الوطنى عند بعض الذين غابت عنهم ضمائرهم من العاملين فى المستشفيات، وكان من نتيجة إهمالهم انهيار الخدمة العلاجية حتى تحولت المستشفيات إلى مقابر نموذجية.. المرضى يموتون فوق أسرتهم بسبب الإهمال وغياب الضمير.. طبعا الشارع المصرى لم يتقبل هذا القرار، وانفتحت النيران عليها وهات يا تريقة، وتداولت النكت على مواقع الفيسبوك، ومع ذلك لم تهتز الوزيرة ولم تعلق، ولم تسخر من الذين انتقدوها بل أعطتهم العذر لأنهم لا يعرفون المغزى من وراء هذا القرار. 

- أعجبتنى الوزيرة وهى تدير ظهرها «للتلطيش» وتتفرغ لتنفيذ التكليف الرئاسى بتصحيح العوار فى الخدمات الطبية، فقد اعتبرت نفسها مسئولة عن تنفيذ توجيهات الرئيس فى إصلاح حال المستشفيات الحكومية، والاهتمام بتجهيز المستشفيات النموذجية فى جميع المحافظات.. لم يسقط من حسابها حتمية تطبيق قانون التأمين الصحى فيها فى توقيت واحد حسب تعليمات الرئيس. 

- الذى تدهش له أن الصحف تطالعنا يوميا بحجم المهام المكلفة بها كوزيرة.. وفى اجتماعها برؤساء تحرير الصحف لم نسمع أنها اشتكت أو تضررت من الحملة الضارية التى تناولتها، بل انصب حديثها معهم على اهتمام الرئيس بتفعيل قانون التأمين الصحى وأن تكلفته فى السنة الأولى ستصل 18.2 مليار جنيه.. يعنى واحدة مثلها مطحونة فى العمل، ومع ذلك لم ترحمها «النكت».. أنا شخصيًا توقعت أن تخرج الوزيرة علينا ببيان تطفئ به النيران المشتعلة حولها.. لكنها كانت صامته عن قناعة.. ويهمس فى أذنى صديق ويقول لى «مهما الوزيرة شرحت للناس الهدف من قرار إذاعة السلام الوطنى فى المستشفيات.. فالناس لن تسمعها ولن تسلم من انتقادهم لها ولذلك سكوتها أسلم.. ثم قال لى صديقى: لا تنس أن الوزيرة طبيبة وعملت فى عدة مستشفيات حكومية وتعرف أسباب انهيار الخدمات فى المستشفيات الحكومية بالذات، ناهيك عن أن مرتبات العاملين متدنية جدًا، فهى تعرف هذا، لكنها لم تيأس يوم أن طلب منها الرئيس الاهتمام بالمنظومة العلاجية وإصلاح حال المستشفيات، هذا الطلب هو أمر رئاسى وخاصة أن الرئيس يعلم أن هناك مرضى تتوقف حياتهم على كيس دم ولا يجدون من ينقذهم، وكان على الوزيرة أن تعرف أن المسئولية أصبحت فى رقبتها، لذلك كان عليها أن تبدأ أولاً بإصلاح أحوال المستشفيات بالعنصر البشرى قبل العنصر الفنى. 

وسألنى صديقى: تفتكر دعم العنصر البشرى معنويا كيف يتحقق وأنت لا تملك تحسين وضعه المادى.. ويستمر فى الكلام ويقول.. أكيد أن زيادة جرعة الحس الوطنى عند العنصر البشرى أهم من المادة، فالمصريون عندهم «حتة» شهامة.. ولذلك كان الحس الوطنى عاليًا فى ثورة 30 يونيه يوم أن خرج الشعب يطالب بالسيسى.. لم تكن للشعب أى مطالب فئوية.. نسوه كل همومهم لم تكن فى ذاكرتهم إلا الوطن.. مؤكد أن أغنية «تسلم الأيادى» وغيرها من الأغانى الوطنية كان لها تأثير كبير فى تحريك عواطف الشعب وهو يرفع صور السيسى فى الشوارع.. وهنا استخدمت وزيرة الصحة ذكاءها فى زيادة جرعة الحس الوطنى بالسلام الوطنى صباح كل يوم للعاملين فى المستشفيات وهم فى عملهم، لم تطلب منهم الوقوف لتحية العلم.. لم تمنعهم عن تأدية عملهم.. إن الحس الوطنى لا يعرف الطوابير.. ومهما شرحت الوزيرة الهدف من قرارها لن يفهمها البعض وهذه ليست قضيتها.. لذلك أقول انتظروا نتاج أعمال الوزيرة الشابة، فقد بدأت بالفعل بإلزام المستشفيات الخاصة باستقبال الحالات الحرجة لغير القادرين وخصم قيمتها من الضرائب المستحقة على المستشفى.. طبعا لم نسمع أن الذين سبقوها فعلوا هذه الخطوة. 

- للعلم أنا لم أقابل وزيرة الصحة.. ولم يسبق لى حوار معها.. لكن هذا المقال هو كلمة حق وتحية منى للوزيرة الشابة الدكتورة هالة زايد، لأن ملامحها تقول إن المنظومة العلاجية فى مصر سوف تشهد تغييرًا فى عهدها. 

[email protected]