إشراقات
زمان ونحن صغار كنا نتخيل أن الإنسان القوى هو المفتول العضلات والذى يصرع الناس ويضرب الآخرين، تماماً كما كان يفعل وحش الشاشة فريد شوقى فى أفلامه!
ولما كبرنا بعض الشىء وصل إلى مداركنا معنى جديد للقوة أبلغه لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما أبلغنا أن الإنسان القوى هو الذى يملك نفسه عند الغضب.
ومنذ أيام كنت أقلب فى صفحة أحد الأصدقاء بالفيس بوك، فوجدت معنى جديداً للقوة لم أقرأ له مثيلاً من قبل، فأردت إشراككم فيه معى، فتعالوا نقرأه ونتدبر المعانى الجديدة للقوة!
كنت فاكر الشخص القوى هو اللى الناس تهابه وتخاف تضايقه اللى مشاعره جامدة اللى بيعرّف ينتقم ممن يسىء إليه!
لكن اكتشفت أن مفهومى للقوة غلط
القوة الحقيقية عند اللى قلبه بيتكسر مليون حتة ويبقى لسه قادر يحب!
اللى روحه بتروح خالص ويحس أنه مات فعلاً ويقوم ويلبس ويشوف شغله وبعد يومين تلاتة تلاقيه لسه عايز يعيش.
اللى بيتصدم صدمة كبيرة فى حد عزيز وبيفضل قادر يثق فى الناس.
اللى المرض بيهده وبيتحامل على نفسه علشان ميكسرش قلب اللى بيحبوه.
اللى بيلاقى نفسه ماشى وسَط الجحيم ويكمل مشى لحد ما يخرج عشان الناس اللى فى رقبته.
اللى لما بيوصل للقاع بيقوم بسرعة ويتسلق جدار أحلامه تانى لأن عنده إيمان أن القاع مش مكانه ولا عمره ينفعه!
الناس دى ربنا بيديهم مدد من عنده.
قوه غير آدمية وقوة معدية، اللى بيقرب منهم بيحس بيها وبياخد طاقة تمشيه بقية حياته الناس دى مش بتسند على حد، الناس دى بيتسند عليها.
ربنا بينعم عليها بإحساس ثبات بيخليهم وقت القلق ميدوروش على ملجأ غيره هو!
بيمدهم بهدوء نفسى وثقة فى الله، وروحهم بتبقى خفيفة فعلاً كأنهم طيور بيسلموا أمرهم لله.
زى العصفورة اللى بتبنى عشها على فرع شجرة.. ما بتبقاش متأكدة أن الفرع ثابت.. ما بتثقش فى الشجرة.. بتكّون متأكدة أن الغصن لو انكسر هى هتعرف تطير لأن مددها بيجى من عند ربنا.
مين بقى أقوى شخص تعرفه.. ممكن يكون أنت.
أكتر حد بيضحك.. أكتر حد بيطبطب على الناس.. أكتر حد بيقَدَر وبيسامح.. أقوى حد هو أهدى حد.. وهدوؤه ده مدد من عند الله!