بريق الأمل
القناعة مفتاحٌ عظيمٌ من مفاتيح السعادة، بل هى الركن الأقوى للحصول على السعادة، والقناعةُ هى الرضا بما قَسَمَ الله لعبده من الرزق، وكثيرٌ من الناس فى هذا الزمن إلا من رحم الله حُرموا القناعة، فأصابهم من التعاسة والشقاء ما أصابهم، وانتشرت الأمراض النفسية التى لم تكن معروفة من قبل فى بلادنا، وعدم القناعة بما قَسَمَ الله يجرُّ إلى محظوراتٍ منها الحسد والكذب وأكل المال الحرام والغيبة والنميمة وغيرها من الآفات، وإنَّه من حسن إسلام المرء قناعته بما قَسَمَ الله فالقناعة ركنٌ ركينٌ للفلاح فى كل وقت، ومن المعلوم أنَّ النفس تطمح إلى أنْ تتبوأ أرفع المقامات، وأنْ تكون ممن يشار إليها بالبنان، وتتمنى لو حازت من الأموال الطائلة ما يجعل لها المكانة العالية لدى الخاص والعام.ولأجل هذا تجد غالب هؤلاء ينظرون إلى ما فى أيدى الناس من الخيرات والأرزاق التى منَّ الله بها عليهم، إلى أنْ وصل الحال ببعضهم أنْ يحسب ما يدخل على فلانٍ من الأموال بصفةٍ شهرية، وتجده دائماً يردد: فلانٌ يملك كذا وكذا، ويأخذ فى تعديد أمواله حتى كأنه موكل بمعرفتها وحصرها، وهذا الصنف من الناس تجده دائم الهم والغم، ضائق الصدر حزيناً، يغضب لأتفه الأسباب، لذا كان التوجيه النبوى بأنْ ينظر المرء إلى من هو أسفل منه ولا ينظر إلى من فوقه فى أمور الدنيا.فدائما القناعة والرضا يجلبان إليك السعادة التى هى حالة تجعل الشخص يحكم على حياته وأيامه، بأنها جميلة ومستقرة نتيجةً لشعوره بالبهجة والسرور معاً، فينتج عن هذا الشعور حياة خالية من المشاكل والاضطرابات، ويكون هذا الشعور نتيجة لقيام الإنسان بعمل يحبه لنفسه أو نتيجة تقديمه لخدمة معينة لشخص يحبه وتختلف السعادة من شخص إلى شخص، حيث إنها تحمل معانيَ كثيرة ومفاهيم عدة، منها ما يلي: معانى السعادة طاقة من الرضا بالقضاء والقدر لامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وبالتالى لا يصيب الإنسان إلا ما كُتب فيسعى جاهداً برضا وسرور دون خوف من مستقبل أو خوف على رزق. إحساس بالسرور وشعور بالارتياح وعدم الخوف والانبساط. التوكل والاعتماد على الله فى تحقيق الخير فى الأمور كلها.
اطمئنان القلب وانشراح الصدر وسرور الروح. أنواع السعادة: سعادة قصيرة الأمد: تستمر لوقت قصير لوجود أحد مسببات السعادة كخروج الإنسان فى نزهة إلى مكانٍ مفضل لديه، فقد تزول سعادته لحظة عودته إلى المنزل.سعادة طويلة الأمد: وهى السعادة التى تستمر وقتاً طويلاً من الزمن نتيجة لوجوده مسببات طويلة الأمد لهذه السعادة، ومثال على ذلك زواج فتاة من شاب أحبته، فقد تستمر هذه السعادة لتلك الفتاة سنوات.
أسباب السعادة: تختلف أسباب السعادة من شخص لآخر، ولكن هناك بعض الخطوات التى من شأنها رفع مستوى السرور حسب الطبيعة البشرية التى فُطر عليها، وبالتالى تكوين السعادة لديه ومن هذه الخطوات: اتباع المألوف الصيحيح لدينا من عادات وتقاليد فالتبسم فى وجه أخيك، فمن شأن هذه الابتسامة أن تنشر الود والمحبة والسرور بين الناس. صنع المعروف والقيام بالأعمال التطوعية، فمن شأنها تعزيز الثقة بالنفس وتكوين السرور لدى الأشخاص. الرضا بالقضاء والقدر وعدم النظر لما فى أيدى الناس من خير أو مال. تجنب الغضب والابتعاد عنه فهو ينشر الكراهية والبغضاء. القناعة بأن كلام الناس غاية لا تُدرك وأن غاية الله ورضاه هى المطلوبة فى الحياة. القيام ببعض أنواع الرياضة، فرياضة المشى أو الجرى تمنح شعوراً رائعاً خاصة فى الهواء الطلق والطبيعة الخلابة. تناول بعض أنواع الأطعمة من شأنها أن تزيد نسبة السرور لدى الإنسان، فبعض الناس يشعرون بالسعادة حتى لو بأبسط الاشياء فالرضا هو أساس السعادة. فتحقيق السعادة تختلف حسب طبيعة كل إنسان عن غيره، فما يرتاح له شخص معين قد يزعج غيره، وما يزعج غيره قد يشعره بالراحة والسرور، فعلى كل إنسان أن يراجع نفسه ليرى ما يسبب له الإزعاج ويتخلص من هذه المسببات كى لا تؤثر سلباً على حياته وتسبب له الأرق وعدم الراحة، وأن يعمل جاهداً على استثمار الأشياء التى تسبب له الراحة والسرور، فأساس هذه الحياة الراحة والرضا فمن شعر بالسعادة بإمكانه أن ينطلق نحو مجالات الحياة والإبداع والعمل فمن اقتنع بأنه يملك السعادة بأقل شيء فقد امتلك كل شىء فى هذه الحياة.