عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

حال التعليم في مصر لا يختلف كثيرا عن حال الخدمات الطبية الحكومية.. من حيث الرداءة والإهمال والفوضى الإدارية وتدهور المستوى ونقص الإمكانيات وغياب الانضباط والرقابة والمحاسبة.

وبعد إعلان نتائج الثانوية العامة مؤخرا أدلت إحدى الطالبات المتفوقات من اوائل الجمهورية بتصريح صادم وصادق.. قالت فيه إن «المدارس تحولت الى خرابات».. بما يعني أنها لم تعد مدارس.. ولم يعد بها طلاب ولا مدرسين.. ولا تعليم.

•• كلنا نعلم ذلك

وفي بيت كل منا أبناء لا يذهبون الى مدارسهم طوال العام.. وينتظمون في الدروس الخصوصية في كل المواد.. وبغير ذلك لا ينجحون.. ولا يتفوقون.. ونعلم أيضا أنهم إذا ذهبوا الى مدارسهم فهم لا يدخلون فصولهم الدراسية.. وإذا دخلوا لا يجدون مدرسَّا.. لأن «الأساتذة» مشغولون في مراكز و"عيادات" الدروس الخاصة.. والمدارس بدورها لا تملك من أمرها رشدا.. ولا تقوى على محاسبة أحد.. ولا تجرؤ على إجبار الطلبة أو المدرسين على الحضور.. في ظل نظام إداري أعوج.. ونظام تعليمي كسيح.. يدور خارج سياق الزمن.. وفشل في مداواته كل الأطباء وكل الخبراء والمتخصصين الذين حولوه الى حقل تجارب.. معظمها للأسف فاشلة.. لتكون المحصلة هي ما عبرت عنه الطالبة المتفوقة بمنتهى الدقة والجرأة.. في قولها:"إن المدارس تحولت الى خرابات».

•• كما نعلم

ان المستشفيات العامة والوحدات الصحية والمراكز الطبية.. وخصوصا في محافظات الأقاليم وفي الأرياف.. هي أيضا أشبه بالخرابات.. وتغيب عن معظمها أبسط الاحتياجات اللازمة لخدمة المرضى وتقديم الرعاية الصحية.. لا أطباء أكفاء.. لا أدوية.. لا أجهزة ولا معدات.. لا تمريض.. لا نظافة.. لا مكان لمريض يليق بآدميته.. معظمنا اضطررنا للتعامل مع هذه المستشفيات.. تعاملنا معها بـ «الوسايط» و «الإكراميات».. وبالجباية والابتزاز أيضا.. وأُجبِرنا على شراء الأدوية والمستلزمات من الخارج.. حتى أربطة الشاش والمطهرات والضمادات.. لأن المستشفيات لا توجد بها إمكانيات.. وكم من مرضى فقدوا أرواحهم بسبب هذه الحالة المذرية.. ولأنهم لا يملكون القدرة على اللجوء الى البديل.. وهو العلاج الخاص.. وما أدراك ما هو؟.. نار الله الموقدة !!.

•• هذه حقيقة

يجب أن نعترف بها.. لكي نواجهها.. وبغير ذلك نكون كمن يدفن وجهه في الوحل حتى لا يرى الحقيقة.. فإدراك الشئ على ما هو عليه هو عين العلم.. والتشخيص السليم للعلل هو أساس أي علاج.. ولا نقول ذلك هجوما أو انتقادا أو تخوينا لأحد.. ولا انتقاصا لقدر أحد أو افتئاتا عليه أو ا نكارا لجهوده.

ولذلك استغربنا قرار وزيرة الصحة الخاص بالنشيد الوطني.. لأننا اعتبرناه اهتماما بمسألة شكلية بعيدة تماما عن الجدية في تلبية متطلبات هذا القطاع الحساس.. ومن قبلها انتقدنا تصريحات وزير التعليم حول خططه التطويرية لأننا رأيناها غير واقعية وتميل لـ «الاستعراض» وتفتقد الموضوعية.

•• وإن لم تكن هذه هي الحقيقة

فلماذا وضعت القيادة السياسية قضيتي التعليم والصحة على رأس أولويات عملها في المرحلتين الحالية والتالية؟.. ولماذا تشكلت اللجان وتعددت الاجتماعات برئاسة وبإشراف رئيس الجمهورية بنفسه لمتابعة البرامج والخطط التي يجرى إعدادها وتنفيذها لتغيير هذا الواقع المرير.. في الصحة وفي التعليم أيضا؟.

بالتأكيد.. لدينا مشاكل.. ولدينا حلول.. ونحتاج وقتا كافيا للعمل والإصلاح.. وقبل ذلك نحتاج أيضا لشجاعة الاعتراف بأوجه القصور.. وشجاعة المواجهة دون مزايدة أو ابتذال أو تخوين.