رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

فى زحمة حياتنا.. وفى ذروة من شاغلنا.. بننسى تماماً المشاعر الإنسانية بيننا وبين أولادنا.. ونتخيل أن كل دورنا هو توفير الاحتياجات المادية.. من أكل وملابس وتأمين مستقبلهم.. من غدر الزمان.. لكن دون أن نشعر.. ننسى المشاعر والأحاسيس.. ونتفرغ لحرب الحياة!!

اقرأ هذه المكالمة التى قرأتها أنا قبلك.. فهزتنى بعنف وأردت أن تصل لك معانيها:

(اتصل الزوج بزوجته.. وأنهى المكالمة.. ولكن الزوجة نسيت إغلاق الخط من تليفونها.. وسابت خط التليفون مفتوح.. وحدث ما لم يتوقعه أحد

فقبل ما يقفل الزوج السكة..

سمع زوجته وابنه آدم بيتكلموا....

آدم: هو بابا ما سألش عليا يا ماما؟..

الأم: طبعاً يا حبيبى.. دا بيحبك قوى

آدم أنا عارف إنه ما سألش عليا..

طب لو هو بيحبنى..

ماعلمنيش الشطرنج زى ما طلبت منه ليه؟

كل ده والأب حاطط التليفون على ودنه

ركن العربية ووقف يسمع

سمع آدم بيكمل حديثه وبيقول لها..

انتى عارفة السنة اللى فاتت..

أول ما الإجازة بدأت..

أخدت الشطرنج اللى كان جايلى هدية فى حفلة نجاحي

ورحت له عشان يعلمنى..

وبعد ما علمنى حركتين..

جاله تليفون ولبس ونزل..

ولما جه كان نسى..

انتى عارفة يا ماما

مين اللى علمنى الشطرنج..؟

أبو هانى صاحبى..

لما شافنى عمال أتحايل على هانى..

قاللى تعالى وأنا أعلمك..

الأم: طب وطى صوتك عشان هو زمانه جى..

كل ده وهو عمّال يسمع..

آدم: عارفة يا ماما أقولك على حاجة..

لما باروح أقعد عند هانى صاحبى..

وباباه يكون راجع من الشغل..

ألاقى هانى يقوللى..

معلش هاسيبك دقيقة

ويخرج يسلم على باباه..

وأقعد أسمع أنا من جوة صوت باباه..

حضن هانــــــى فييييييين؟....

حضن هانى أهوووووو..

وألاقيه داخل الأوضة يكمل لعب..

بس بيبقى داخل وباباه شايله..

الكلمة هزته جداً وهو قاعد فى العربية..

مامته أخدته فى حضنها وقالت له..

مش أنا كل يوم لما بترجع من المدرسة..

باخدك فى حضنى..

وهنا سمع الكلمة اللى فتحت سيول دموعه..

وهو لسة قاعد فى العربية..

قال لها يا ماما.. أنا جعان لحضن بابا..

قالت له.. يا آدم بابا بيرجع من شغله تعبان

قال لها.. عارف.. وبيبقى شايل حاجات كتير

وبيدخل يكمل شغل وتليفونات فى البيت..

عارف..

سكت آدم لأن هو دا الرد المعتاد..

طب أنا هاخد موبايلك العب بيه

لحد ما بابا ييجى..

بسرعة قفل الخط قبل ما ابنه ياخد باله..

بس والخط بيتقفل..

كانت بتتفتح قدامه..

أبواب اتقفلت وهو مش واخد باله..

وقعد يفتكر كلام آدم..

زى ما يكون شريط سينما..

ومع كل كلمة بيفتكرها..

كانت مشاعره بتتهز..

وسؤال من غير إجابة

إزاى عدّوا 6 سنين من عمر ابنه..

من غير ما يفكر يحضنه؟

ساعتها حس..

إنه هو اللى محتاج حضن آدم..

عدّى على محل..

واشترى شطرنج جديد..

وحطه فى شنطة هدية..

ورجع جرى على البيت..

ماكانش عارف هيعمل إيه..

ولا هيبدأ إزاى..

كل اللى كان عارفه..

إنه لازم يبدأ..

ساب ورق الشغل فى العربية..

وما أخدش فى إيده

غير شنطة الشطرنج..

وقف بالهدية على باب الشقة..

وبدل ما يفتح بالمفتاح..

رن الجرس..

عشان عارف إن آدم هيجرى يفتح الباب..

وأول ما آدم فتح..

لقى باباه واقف شايل الهدية..

ولقاه واقف بيضحك ضحكة..

أول مرة يشوفها

مين يا آدم..

قال لها.. دا بابا

فضل آدم يبص للهدية..

بس قال فى سره..

أكيد دى حاجات بابا..

باباه دخل..

وآدم قفل الباب

وهو فى طريقه لأوضته..

كان باباه لسة واقف على الباب..

سمع باباه بيقول له.. حضن آدم فين؟

آدم اتسمر مكانه.. وابتدا يلف راسه

كأنه بيتأكد إن اللى سمعه صح

قال له.. بتقول حاجة يا بابا..

قال له.. بقولك..

حضن آدم فين؟؟

صرخ آدم وهو بيترمى فى حضن أبوه..

حضن آدم أهوووووووووو..

باباه رمى شنطة الهدية على الأرض..

وحضن ابنه..

فضل يبوس فى كل حتة فى ابنه وهو شايله..

وكأنه أول مرة يشوفه.. وشعر بأنه هو الآخر كان أشد احتياجاً لهذا الحضن الدافئ من ابنه!!