عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

قامت الدولة بدور اجتماعي هام لتوفير المساكن للناس، وكان هذا الواجب الاجتماعي يوفر ما يحتاجه الناس، بعد أن تسببت قوانين تخفيض الإيجارات في إحجام الأغنياء عن بناء المساكن، وكانت مساكن الدولة: اقتصادية أي شعبية ومن هنا شاع اسم المساكن الشعبية.. وكانت كلها بالإيجار.. ثم درجة أفضل هي المساكن المتوسطة وهذه كانت نوعين.. حسب موقعها، وبعضها كان بالإيجار.. وبعضها بالتمليك في حدود امكانيات الناس.. ثم مساكن فوق المتوسطة وهذه كانت كلها تمليكا في المواقع المتميزة «كوبري الجامعة» والبالون أي الاعلام وحدائق القبة وغيرها.. وعندما توقفت سياسة تخفيض الإيجارات عاد الملاك إلي دورهم الطبيعي، في بناء المساكن.. وكان متوسط سعر المتر من المباني يدور حول 700 و800 جنيه.. ولم يكن يصل أبداً إلي 1000 جنيه للمتر.

الآن نسمع عن أسعار لا يصدقها عقل، أصبح سعر المتر المباني يتراوح بين 9000 و10 آلاف جنيه.. ونسمع عن أسعار أرض بناء تصل إلي 30 ألف جنيه للمتر.. وأكثر.. حتي في المناطق الصحراوية.. أو المدن الجديدة، وبذلك فإن سعر شقة مساحتها 100 متر يصل ثمنها إلي مليون جنيه وهذه هي المساحة المقبولة ماليا من الطبقة المتوسطة التي تطلب هذه النوعية.

< والسؤال="" الآن:="" هل="" في="" قدرة="" شاب="" يريد="" إكمال="" نصف="" دينه="" أن="" يحصل="" علي="" شقة="" يتزوج="" فيها..="" وسط="" هذه="" الأسعار..="" الملتهبة..="" والوضع="" عندنا="" مختلف="" عن="" غيرنا="" من="" الدول،="" إذ="" يمكن="" أن="" يحصل="" العريس="" علي="" ستوديو="" من="" غرفة="" نوم="" واحدة="" وصالة="" معيشة="" ملحق="" بها="" مطبخ="" بسيط..="" وحمام="" صغير="" إلي="" أن="" يرزق="" بأول="" ولد="" وثاني="" بنت="" هنا="" ما="" أسهل-="" في="" الخارج-="" أن="" يجد="" وفوراً="" شقة="" 60="" متراً="" من="" غرفتي="" نوم..="" وهكذا..="" وكلما="" زاد="" عدد="" الأولاد..="" أو="" كبروا="" يسهل="" للأسرة="" الانتقال="" إلي="" شقة="" أكبر..="" وهكذا="" ولكن="" هذا="" صعب="" بل="" أراه="" مستحيلاً="" وسط="" أسعار="" العقارات="" هذه="">

< هنا="" يجب="" أن="" يأتي="" الدور="" الاجتماعي="" للدولة،="" في="" قطاع="" الاسكان="" ولكن="" الدولة-="" ممثلة="" في="" وزارة="" الاسكان="" وبعض="" الشركات="" التابعة="" لها-="" تخلت="" عن="" دورها="" الاجتماعي="" في="" توفير="" «شقة="" شعبية»="" تلبي="" رغبات="" الشباب..="" وفي="" حدود="" إيجار="" معقول..="" أو="" قسط="" شهري="" مقبول..="" وبدون="" مقدم-="" ولو="" في="" السنوات="" الخمس="">

ولكن الدولة تنافس الآن شركات القطاع الخاص.. واسألوا عن أسعار هذه الشقق الحكومية بالذات في المدن الجديدة، حيث الأرض صحراوية.. أي لا ثمن لها.. وإذا كان صعباً إسقاط ثمن الأرض من تكاليف البناء.. فلا أقل من تخفيضها بما يوازي حصة من تكاليف توصيل المرافق.. أو نتعامل مع هذه العمارات بحق الانتفاع فقط، وليس بحق التملك.

هذا هو الدور الاجتماعي الذي يجب أن تمارسه الدولة.. أما شقة في المدن الجديدة، أو علي حواف المدن يقدر ثمنها بمئات الألوف فهذا هو العجب.. ونظرة يا حكومة فيما يريده الناس وهنا أعترف إن من حسنات النظام الناصري هى هذه المساكن الشعبية التي أقامتها الدولة بالذات في الستينيات.. فهل تعود؟!