عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

الخطير أن يتحول قرار وزيرة الصحة المثير للجدل والخاص بعزف النشيد الوطني وأداء قَسَم «أبوقراط» يومياً في المستشفيات.. إلى مادة للمزايدة على الوطنية.. وأداة للفرز والتخوين وإثارة الفتنة.. لدرجة أن البعض يريدون تحويل القضية من كونها جدلاً حول الأولويات إلى معركة بين «وطنيين» يحبون مصر ويخلصون لها.. و«خونة» يكرهون الوطن ويسخرون من «نشيده» ورموزه الوطنية!

•• أيضا

هناك من يبالغون في المزايدة.. والنصاحة.. وادعاء الفهم والعلم ببواطن الأمور.. ويروجون رواية «عبيطة» بأن الوزيرة افتعلت هذه «الزوبعة» لخداع الناس وإلهائهم وشغلهم عن القضية الأهم.. وهي تنفيذها للتكليفات التي تلقتها من رئيس الجمهورية منذ أيام في اجتماعه معها بحضور رئيس الوزراء.. وخاصة ما يتعلق بنظام التأمين الصحي الشامل والقضاء على قوائم الانتظار بالمستشفيات.. وهما مسألتان يرى هؤلاء المزايدون أن الوزيرة ستعجز عن التعامل معهما بنجاح.

وللعلم.. كانت هناك أنباء متداولة قبل هذا الاجتماع.. تنسب إلى الوزيرة تصريحاً بأن منظومة التأمين الشامل قد تم تأجيل تنفيذها إلى أجل غير مسمى.. وهو ما تم نفيه تماما باعتبار أن هذه المنظومة تمثل واحداً من أهم عناصر البرنامج الانتخابي للرئيس السيسي في فترة رئاسته الثانية.

•• من أجل ذلك

استنكرنا قرار إذاعة النشيد الوطني واعتبرناه انشغالاً بالشكليات على حساب ما هو أهم.. وما هو معلوم للجميع بأن هناك حاجة ملحة إلى تطوير شامل في منظومة الخدمات الصحية.. بما يقضى على ما يشوبها من قصور شديد في الإدارة والتشغيل والتمويل والكفاءة وغيرها.. وهو ما كان أولى بالوزيرة أن تبدأ عملها بالتركيز عليه.

ولو أردنا أن نزايد على هؤلاء المزايدين.. لقلنا لهم إن الوزيرة قد أخطأت.. بإثارتها لهذا الجدل العقيم.. ليس لنفسها فقط ولكن للدولة كلها.. وللقيادة السياسة أيضا.. لأن الوزيرة محسوبة على هذه القيادة.. والناس يرون أن الوزراء لا يتحركون ولا يتصرفون الا بتوجيهات.. كما أن الوزيرة أخطأت في حق الأطباء كلهم.. بمحاولتها تبرير قرارها بأنه لتذكير الأطباء بالانتماء للوطن وبالقسم الذي أقسموه عند تخرجهم بالإخلاص في مهنتهم والتفاني في خدمة مرضاهم.. وكأن الأطباء ينقصهم هذا الولاء.. وكأنهم غاب ضميرهم.. أو يتحملون وحدهم..  وبتقصيرهم.. وزر تدهور الخدمات الصحية وسوئها..!

•• على أي حال

ما حدث قد حدث.. ولنتجاوزه وننساه جميعاً.. وبعد «كام يوم» سينسى الجميع هذه «الحفلة».. ولن تعزف المستشفيات موسيقى السلام الوطني.. ولن يتذكر أحد ذلك أصلا.

أما ما ننتظره من الوزيرة فهو الأهم.. والكثير.. ننتظر من الدكتورة هالة التي كان يقال عنها منذ سنوات أثناء عملها بالوزارة إنها وزيرة الصحة الفعلية.. رغم ما في ذلك من ظلم للوزراء السابقين.. أن تثبت للجميع أنها بالفعل جديرة بثقة القيادة فيها.. وبائتمانها على الاضطلاع بمسئولية هذا الملف المهم.. وعلى تنفيذ ما وعد به الرئيس في برنامجه الانتخابي.. باطلاق «مشروع قومي» يلبي طموحات وآمال الشعب في إصلاح القطاع الصحي والنهوض بالخدمات الصحية.. وهو المشروع الذي يأتي في مقدمة أهداف محاوره- حسب تكليفات الرئيس- التحول الجذري العلمي التدريجي نحو إصلاح النظام الصحي.. بما يحقق رضاء المواطن عن مستوى الخدمات الصحية.. وإحداث تحسن سريع وملموس لدى المواطن في جميع الملفات الصحية.. والعمل على تحسين الصورة الذهنية لمقدمي الرعاية الصحية لدى المجتمع بما يتناسب مع جهودهم الوطنية والإنسانية.

•• فهذا هو حق الناس

وأيضا حق من يبذلون الجهد والدماء والعرق من أجل خدمتهم ورعايتهم.. دون حاجة أو ضرورة للمزايدات المقيتة.