رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حتى الآن لم تصدر حركة المحافظين، وأظن كظن الجميع، أنها ستعلن خلال ساعات، وهذا طبيعى ولا شىء غريب ولا عجيب فى الأمر، والحكومة لها كل الحق فى أن تحدد موعد الحركة بما يتناسب مع ظروفها حتى يؤدى المحافظون الجدد اليمين الدستورى أمام السيد الرئيس.

وكالعادة لن نعرف المحافظ الذى جاء وأقسم اليمين، لماذا جاء، ولا الآخر لماذا غادر؟ فلا يوجد حتى الآن معيار محدد يمكن على أساسه قياس المسألة، فاللواء محمد نعيم، محافظ الغربية الأسبق، الذى حقق الكثير للغربية وخلال فترة قصيرة جداً وبأفكار خارج الصندوق -كما يحلو للحكومة أن تقول- غادر المنصب فى الوقت الذى بقى فيه محافظ المنوفية، صاحب الدكتوراه المضروبة، حتى سقط فى قضية رشوة!

وما حدث قبل أسابيع من إعلان تشكيل حركة المحافظين وتحديد أسماء محددة لتولى مناصب بينهم سيدتان للغربية والدقهلية هو -بيت القصيد- فقد حدث ذلك رغم أن المحافظين الحاليين ما زالوا يؤدون عملهم بشكل طبيعى، بما يشكل ضغوطاً نفسية واجتماعية وشعبية عليهم.

المحافظ الذى علم كما علم الجميع، أنه لن يستمر فى منصبه وسيتوجه لمنزله ليمارس حياته العادية، كرب أسرة بالمعاش وطبعاً سيكون المعاش كبير بما يزيد على 30 ألف جنيه ولعل هذا هو المكسب الكبير والإنجاز العظيم الذى حققه الرجل فى حياته ليكمل ما بقى له فى الدنيا مستورا والحمد لله.

كيف لمحافظ أن يظل فى منصبه عدة أسابيع وهو يعرف أنه رحل فعلاً إلى بيته العامر ليجلس مع أحفاده وينظر فى أمر أسرته؟ كيف له أن يتعامل مع مشاكل لن تحل فى الوقت القصير وعليه أن يعد الناس بأنه سيحل المشكلة خلال شهور أو حتى سنين؟

ناهيك عن المتاجرة بمشاعر المحافظ واللعب على عاطفته، فقد شهدت مكاتب عدد من المحافظين زيارات وفود من نواب مجلس النواب عن الدوائر المختلفة وكلهم أقسموا للمحافظ الموجود، وبالله العظيم أنهم متمسكين بوجود معاليه! وأنهم سيتقدمون بمذكرات لرئيس مجلس النواب تتضمن تزكيتهم، وتطلب بقاءه فى منصبه، لأنه متعاون ومحبوب ومجامل وجميل؟!

ورغم أن هذا يعتبر خلطاً وتداخلاً فى الاختصاص، وأن السلطة التنفيذية لها كل الحق فى اختيار من يمثلها، وأن سلطة النواب التشريعية والرقابية ليس لها أن تتدخل فى اختصاص الحكومة الأصيل، ولكن هذا ما حصل فعلاً! وفى كثير من المحافظات ورصده الناس بدهشة وعجب.

صحيح أن الحكومة لم تعلن رسمياً أسماء محددة فى حركة المحافظين، ولكنها لم تنف ولم تعلن أن الحركة ما زالت فى طور الإعداد أو أنها ستؤجل لفترة، حتى لو أعلنت فعلا، عقب ذلك!

فهذا فيه احترام للمحافظين الموجودين، لكن ما حصل شىء مستفز، خصوصاً بعد أن سادت حالة من التوتر بين المحافظين ومساعديهم، حتى شعب المحافظة أعلن رأيه فى المحافظ المرشح والمحافظ الذى سيغادر وبطريقة فجة وغريبة.

ما حدث -صعب- فعلاً على كل المحافظين، فقد تعاملنا معهم بلا إنسانية ولا تقدير، فلك أن تتخيل محافظ راحل، يحل مشكلة مواطن، فيدعو المواطن صاحب المصلحة، للمحافظ، ربنا يكرمك يا باشا وإن شاء الله أنت معانا، همه هيلاقوا أحسن منك فين معاليك؟! أقسم بالله هم الخاسرين؟!

ناهيك عن العاطفة التى تتحكم فى مشاعر المحافظ خلال فترة -الريبة-، وبعض القرارات التى يتخذها لصالح ناس وضد ناس؟!

«يا ريت يا حكومة ما تعمليش كدة تانى»!