عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

الدكتور عبدالمنعم سعيد من الكتّاب الذين يحرصون على التدقيق فى المعلومة والتفسير المنطقى للأحداث، من هنا أقرأ كتاباته باحترام حتى وهو يقدم آراء تختلف جزئياً أو كلياً مع ما اقتنع به.

فى مقاله بجريدة «المصرى اليوم» «الثلاثاء 10-7-2018» وتحت عنوان «الثقة والذى منه» بدأ سيادته بمقدمة منطقية ترتكز على نظريات معتبرة فى العلوم السياسية، وأفاض سيادته فى تعريب مفهوم الثقة وأهمية هذه «الثقة» التى تحافظ على تماسك المجتمع، بل إن «أعظم ما يجعل المجتمع مجتمعاً بحق وفقاً لفوكوياما الثقة بين الأفراد والأسر والمجتمعات الفرعية»، وهذه العبارة أنقلها نصاً من مقال الدكتور عبدالمنعم، وإلى هنا أتفق تماماً مع الدكتور عبدالمنعم فيما ذهب إليه من أهمية «الثقة» فى تماسك المجتمعات وتقدمها.

غير أن الدكتور عبدالمنعم بدأ يطبق هذه النظرية على واقعنا فى مصر فبدأ بحديث عن نشاط الإخوان المعادى ومحاولاتهم زعزعة ثقة الشعب فى الكثير من الممارسات والاتجاهات.

وأخيراً وصل الدكتور عبدالمنعم إلى ما أعتقد أنه «هدف» المقال وهو مهاجمة من نشر معلومات تتهم إدارة مؤسسة 57357 بالفساد لأن هذا الاتهام حسب ما يراه الدكتور عبدالمنعم سعيد «يقوض الثقة» فى الجمعيات الأهلية التى كانت ولا تزال أيقونات مصر التى زينت العمل الأهلى، حسب وصف الدكتور عبدالمنعم ويخشى الدكتور عبدالمنعم أن تهتز ثقة المجتمع بهذه المؤسسات نتيجة لاهتزاز الثقة التى أحدثتها هذه الاتهامات بالفساد دون بينة «حسب تعبير الدكتور عبدالمنعم سعيد».

وليسمح لى الدكتور عبدالمنعم أن أختلف معه كلياً فى النتائج التى أراد أن يصل إليها باستخدام مقدمة منطقية، هذه النتائج بعيدة تماماً فى تصورى عن المقدمات التى أسهب الدكتور عبدالمنعم فى شرحها والمتعلقة بأهمية عنصر «الثقة» فى تقوية لحمة المجتمعات.

أولاً: ما تم نشره عن اتهامات بالفساد اقترن بمستندات ووثائق ووقائع وليس اتهامات دون «بينة».

ثانياً: الاتهامات لم تتعرض للثقة فى نشاط الجمعيات الأهلية لكن الاتهامات وجهت إلى «إدارة» بعض هذه الجمعيات، وأعتقد أن الدكتور عبدالمنعم يعرف جيداً الفرق بين توجيه الاتهام إلى إدارة مؤسسة أو هيئة أو منشأة بفساد الإدارة وبين مبدأ قيام بل وتشجيع مثل هذه المؤسسات

ثالثاً: أعتقد أن الدكتور عبدالمنعم يتفق معى فى أن «الثقة» تستقر وتثبت باطمئنان المتبرعين إلى أن تبرعاتهم تساهم فعلاً فى تمكين هذه المؤسسات من أداء المهام التى أنشئت من أجلها خاصة المؤسسات الطبية التى تحظى بتعاطف شعبى واسع.

والطريق الصحيح لكسب «الثقة» وتثبيتها يمر فقط عبر تقديم المعلومات الدقيقة والتحقيقات العادلة التى تثبت أن «إدارة» هذه المؤسسات أدارت الأمور بطريقة رشيدة وأمينة لتحقيق الأهداف التى تبرع المواطنون من أجلها.

رابعاً: أتصور أن الوضع الطبيعى لكسب وتثبيت هذه «الثقة» يتطلب أن يفرز مجلس الإدارة المسئول عن هذه المؤسسة «تجميد» نشاطه وتتولى لجنة فنية من أهل الخبرة والثقة مقاليد الإدارة حتى تظهر نتائج التحقيقات فيما نشر من وقائع فساد هزت الثقة فى «الإدارة» وليس فى المؤسسة، فإذا ثبت عدم صحة هذه الاتهامات عادت هذه الإدارة مرفوعة الرأس واكتسبت «ثقة» مضاعفة مكنتها من الاستمرار فى مواقفها مدعومة «بثقة» اكتسبتها من كشف الحقائق، وإذا انتهت التحقيقات بإدانة الإدارة بالفساد أو شبهة الفساد أو حتى بعدم الكفاءة فعليها أن ترحل فوراً حفاظاً على هذه المؤسسة التى تؤدى خدمات جليلة للمواطنين.