رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

لم يكن صفر المونديال نهاية الكون، ولكنه كان ضربة موجعة لكل المصريين الذين وضعوا ثقتهم وتزيدوا فى أحلامهم، فى قدرة فريقهم القومى على إحراز نتيجة مشرفة فى مباريات كأس العالم، وليس الخروج من دور المجموعات الأولى صفر اليدين، دون إحراز أى نقطة تستر عورة فريق أنفقت عليه الدولة الملايين، ولَم تبخل عليه بأى شىء من تدريب ومعسكرات خارجية، ومباريات ودية، والتنقل بطائرة خاصة.

ظلت تحت تصرف الفريق حتى عودته من روسيا. ولَم يكن حزن المصريين وغضبهم منصباً على الهزائم المتكررة التى منى بها الفريق فى مبارياته، فهم يدركون تماماً أن الرياضة فيها منتصر ومهزوم، ولكن ما أثار حنقهم هو ما شعروا به من أوجه التقصير فى مباراتى روسيا والسعودية. إذ شعروا أن اللاعبين لم يبذلوا الجهد المطلوب فى هاتين المباراتين، على عكس المباراة الأولى أمام فريق أورجواى القوى، والتى كانت قد انتهت بالهزيمة بهدف مقابل لا شىء، إلا أن الجمهور الواعى كان راضياً عن أداء الفريق فى تلك المباراة وشعر أن النتيجة العادلة لتلك المباراة كان ولابد أن تكون التعادل. الخلاصة أن الجمهور لم يكن قاسياً فى حكمه على الفريق، بل على العكس فإنه كان رؤوفاً به يتلمس له الأعذار ويمنى نفسه الأمانى فى تحقيق الانتصار فى قادم الدورات.

وفِى الوقت الذى منيت فيه كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى فى مصر، بهذه الهزيمة، حملت الأنباء الواردة من إسبانيا أخبار انتصارات مصرية فى دورة ألعاب البحر المتوسط التى أقيمت هناك. فقد نجحت مصر فى إحراز المركز الخامس فى هذه الدورة بعد أن حصدت ٤٥ ميدالية منها ١٨ ذهبية و١١ فضية و١٦ برونزية. وقد حقق أبطال الألعاب، التى تحظى بلقب الألعاب الشهيدة، لبعدها عن الدلال والرعاية على الصعيدين الرسمى والشعبى، الذى تتمتع به كرة القدم، وبينها السباحة والرماية والجمباز ورفع الأثقال والملاكمة والجودو والتايكوندو، حققوا ما يشبه المعجزات فى التفوق على لاعبى دول متقدمة ورفعوا رأس مصر عالياً فى هذا التجمع الرياضى المهم. وقد برز من بين أبطال مصر كل من السباحة فريدة عثمان التى أحرزت ميداليتى ذهب فى سباحة ٥٠ متر فراشة و٥٠ متر حرة إلى جانب ميدالية فضية فى سباحة ١٠٠ متر حرة. وفِى رفع الأثقال برز محمد إيهاب بإحرازه ذهبيتين فى وزن ٧٧ كجم، كما أحرزت سارة سمير ذهبيتين فى وزن ٦٩ كجم، وفِى تنس الطاولة أحرزت دينا مشرف ذهبية فردى السيدات. وإلى جانب هؤلاء الأبطال هناك العديد من الأسماء التى أحرزت ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، وقد أدوا جميعاً بهمة عالية استحقوا معها شرف تمثيل مصر فى هذا التجمع الدولى، كما استحقوا تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى لهم.

ولاشك أن اهتمام الدولة بهؤلاء الرياضيين يعطى دفعة قوية للألعاب الرياضية وللأبطال الرياضيين الذين يمثلون مصر فى مختلف البطولات وخصوصاً فى دورة الألعاب الأولمبية التى تعد قبلة الرياضة وأمل الرياضيين على اختلاف انتماءاتهم وشعوبهم فى المشاركة فيها والفوز بإحدى ميدالياتها. وتكمن أهمية دورة البحر المتوسط فى أنها أتت فى وقت قريب من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية القادمة، طوكيو ٢٠٢٠. فالاستعدادات قائمة على قدم وساق فى مختلف دول العالم للمشاركة فى هذه الدورة، وأبطال العالم فى اللعبات المختلفة يعدون العدة لا لمجرد المشاركة فى هذه الدورة، ولكن لتحطيم الأرقام القياسية فى مختلف الألعاب. الأمل كبير فى أن يحقق أبطال مصر انتصارات تليق بمصر والمصريين فى طوكيو ٢٠٢٠، وعلينا أن ندعمهم بكل ما نملك حتى يحققوا رجاءنا.