رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

ربما من خمسين سنة، كنت أسمعهم فى القرية يقولون: أحمد زى إزدحمد»، من هو أحمد؟، ومن هو إزدحمد؟، الله أعلم، لكن بعد فترة تذكرت المثل، وحاولت أن أعرف من هو المدعو« إزدحمد»، اتصلت بالعديد ممن يعيشون فى القرى، والعديد ممن هم فى سن والدى وجدى رحمة الله عليهما، فجاءت الإجابة التى تلقيتها واحدة: إن المثل ضرب لكى يؤكد أن فلانًا مثل ترتان، لم أقتنع بالإجابة، صحيح المعنى الظاهر من المثل هو أن فلانًا مثل علان أو ترتان، لكن المؤكد أن هناك معاني أخرى خفية.

بعد فترة ليست قصيرة تقمصت فيها صفة المفكر والباحث والمحلل، قررت ترتيب الكلمات «سى، وسيدى، والأستاذ» حسب الأقدمية التاريخية، وحسب الدلالة الاجتماعية، فاتضح أن أقدمها كلمة «سيدى»، وهى إما أنها ذات دلال دينية، أو أسرية أو طبقية، ففى الدلالة الدينية ترتبط بالأئمة والمشايخ أصحاب المقامات، المصرى بطبيعته كان ومازال يسيد الأئمة، فيقول سيدى أحمد البدوى، وسيدنا الحسين، وستنا نفيسة، أما الدلالة الأسرية فيقصد منها الجد للأب، والجد للأم، حيث كنا نناديهما بكلمة سيدى، وبالنسبة للدلالة الطبقية فهى تعود لأسيادنا الذين عمل معظم أجدادنا فى عزبهم وأراضيهم خلال الحكم العثمانى والمملوكى، حيث كان العامل والفلاح ينادى مالك الأرض بكلمة سيدى، وأذكر فى طفولتى أن العمال الذين كانوا يعملون فى منزل وأرض جدى الحاج بسيونى رحمه الله، كانوا ينادونه بسيدى الحاج، ولا أذكر هل كانوا يستخدمون كلمة سيدى لأنه كان فى عمر جدهم، أم لأنه كان سيدهم الذى يعملون فى أرضه؟، والذى أذكره كذلك أن بعض الشباب والأطفال، كانوا يستخدمون كلمة سيدى مع من هم فى سن جدهم، ومن هو فى عمر والدهم ينادونه: أبا الحاج.

بعد أن انتحلت صفة المحلل والمفكر والمثقف، حاولت أن أدخل المعانى التى توصلت إليها على المثل، ولكن للحق اكتشفت أنها نشاز، وأن هناك رواية أخرى للمثل كان يجب أن ألتفت إليها وأتذكرها من البداية، وقد كنت أسمعها فى القرية، مثل السابقة، لكنهم يضيفون فى بدايتها كلمة « الحاج»، وهى: «الحاج أحمد زى إزدحمد»، وهذه الرواية تؤصل أكثر للبعد الدينى فى الدلالة، كما أنها تنفى عن إزدحمد الدلالة الدينية، وتميل بإزدحمد إلى الدلالة الاجتماعية، بمعنى أن من ضربوا المثل قصدوا بإزدحمد كلمة» الأستاذ».

واللافت فى هذه الرواية الثانية أنها تساوى بين الدينى والعلمانى أو المدنى، بين الحاج وبين الأستاذ، الحاج احمد مثل إزد حمد، لماذا ربطوا بين الدينى والعلمانى؟، ومتى توصلوا إلى هذه الرابطة؟، هذا ما يحتاج منا إلى بحث ثان فى أحمد وإزد حمد، يا ريت تتحملوا شوية.

 

[email protected]