أخطاء الحكام

إلا الكورة، وإلا الرياضة، ممكن أكره التكنولوجيا بجد رغم ولعي الشديد بها وإيماني بأنها تفوقت على قدرة الجن والعفاريت والشياطين الحمر والزرق وحطمت كل الخرافات والأساطير وسبقت حتي الخيال والسحر،

والحقيقة أن التكنولوجيا في كل شيء تضيف رفاهية وسرعة ودقة ولكن في كرة القدم أجدني رافضاً وكارهاً لها فأنا أؤمن بأن أخطاء الحكام في ملاعب كرة القدم جزء رائع جداً ومهم في تحقيق المتعة والإثارة والخلاف الجميل بين المتابعين وخاصة المتعصبين وأجد أن الاستعانة بالتكنولوجيا في تصويب أخطاء الحكام أو اتخاذ القرارات المهمة كاحتساب ضربة جزاء أو هدف مشكوك في تسلل من أحرزه ووقوعه في مصيدة الاوفسايد أفسد كثيراً من متعة المشاهدة لمباريات كرة القدم خاصة أن الكرة الأرضية كلها تتابع حالياً بشغف كبير مباريات كأس العالم في النهائيات ولم يبق إلا ساعات ونعرف بطل العالم بعد أن تحدد طرفاه مساء اليوم الأربعاء.

وللعواجيز أمثالي هناك الكثير من الحكايات المثيرة والممتعة حول أخطاء الحكام في ملاعب الكرة محلياً ودولياً وهناك لعيبة مازالوا يعيشون بيننا ورواد في التحليل الكروي كانوا أساتذة في خداع الحكام والحصول على ضربات جزاء وفي كأس العالم يبقي هدف «مارادونا» الذي أحرزه بيده وكان أحد أسباب فوز الأرجنتين بكأس العالم عام 1986 أشهر أخطاء الحكام.

ويبقى السؤال هنا: هل حققت التكنولوجيا الحديثة متعة المشاهدة لمباريات كرة القدم وهل ستطبق تقنية الفيديو في الملاعب الرياضية كلها وفي الدوري المصري لكرة القدم وهل سيكون هناك حكم ساحة وحكم آخر جالس القرفصاء في التكييف يشاهد التلفاز أو الفيديو والإعادة بالتصوير البطيء لكي يكون له القول الفصل في احتساب هدف مشكوك في أن الكرة تخطت خط المرمى أم لا، وهل اللاعب الذي احتسب له حكم الساحة ضربة جزاء يستحقها أم يستحق إنذار للسيميلاشين أو الادعاء والتمثيل على الحكم؟ كل هذه الأسئلة أعتقد أن كثيراً من متابعي المباريات حائرون مثلي وقد يرفض بعضهم أو معظمهم لا أدري تطبيق التكنولوجيا في الملاعب وأن يستمر أخطاء الحكام في ملاعب كرة القدم للأبد كجزء أساسي في الإثارة والتشويق والغموض الرائع لأنه كما قلت في بداية المقال إن التكنولوجيا قد تنتقص من المتعة والإثارة والخلاف الجميل بين المتابعين للمباريات.