رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

قول الحق دائمًا يحتاج إلى الشجاعة والصدق مع النفس، بدلًا من قلب الحقائق وصناعة الأوهام، لأنه لا يمكن لأيِّ شعب تحقيق التنمية بمنأى عن المصارحة والمكاشفة والخروج من دائرة الدفاع العاطفي.

كثر في الآونة الأخيرة «الهمس»، وازدادت «الإيحاءات» و«الإيماءات»، وربما بعض «المخاوف»، من احتمالية حدوث غضب شعبي «بشكل ما»، أو «استحضار» أحداث يناير 1977!

تلك الأحداث الشهيرة، جعلت الحكومات المتعاقبة تنأى بنفسها عن خفض الدعم، الذي ظل قضية حساسة لكافة الأنظمة، إلى أن تم التحايل عليها، بأشكال ومسميات مختلفة، على شاكلة «تحريك، هيكلة، تحسين الخدمة مقابل زيادة الأسعار»!

ومع قرارات الحكومة «الرشيدة» باتخاذ إجراءات «مؤلمة»، في إطار تنفيذ «إملاءات» صندوق «النكد» الدولي، حاول بعض المنظِّرين ربط ما يحدث حاليًا بما جرى قبل أربعة عقود، ولكن فاتهم أنه ربما تتشابه الأحداث في معطياتها ومقدماتها، لكنها بالضرورة لا تؤدي إلى النتائج نفسها!

لكننا نستطيع ببساطة رفض ذلك الربط العجيب، نظرًا لاختلاف الظروف والخلفيات السياسية والاقتصادية لكل مرحلة، وبالطبع تغير اهتمامات الناس، رغم وجود بعض التشابه في مجموعة من التراكمات لدى الشعب، الذي لم يستفد من الانفتاح الاقتصادي بعد تضحياته في حرب أكتوبر، وكذلك بعد «ثورتين»!

نتصور أنه في ظل موجات الغلاء المتوحش، ربما يجب الإقرار بوجود حالة من الغليان والاحتقان، ناجمة عن غضب شعبي عارم، إزاء قرارات اقتصادية «نكَّدت» على الفقراء، و«نغَّصت» حياتهم بشكل أكبر مما يتخيله حملة المباخر والمطبلين والأفاقين والمتملقين!

إن الواقع الأليم الذي نعيشه، لا ينكره إلا هؤلاء الذين ختم الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم.. لكننا لا يمكننا الانسياق وراء دعوات مجهولة ومشبوهة، ومزاعم يقودها مغيبون واهمون من نوعية المتفرجين في بيوتهم «أون لاين»، عبر «السوشيال ميديا»!

إن الجماهير «الواعية» ـ متى أرادت ـ تستطيع أن تفرض إرادتها على الجميع في اللحظة الفاصلة، خصوصًا أن الجزء الأكبر من المجتمع لا تحركه «السوشيال ميديا»، ولا علاقة له بنشطاء «فيسبوك»!

نتصور أنه من الغباء إنكار تصاعد السخط الشعبي، نتيجة تزايد موجات الغلاء التي لم تتوقف، بسبب سوء إدارة الاقتصاد، أو الإخفاق في مواجهة التفاوت الاجتماعي، وكذلك الفشل في ضبط الأسعار، أو «التحرش» بالفقراء!

كما أن معاناة المصريين المستمرة منذ سنوات، تتجاوز تحميل مَن يسمَّون «أهل الشر» مسؤولية ما يحدث، لأنه بالفعل لا يمكن إنكار وجود غليان واحتقان، إضافة إلى الغضب المتصاعد وسط قطاعات كبيرة ومؤثرة في المجتمع!!

المؤسف، هو وجود نفاق مبتذل من بعض النُّخَب، ومزايدات رخيصة من معظم الإعلاميين، لتحميل «أهل الشر» ـ الذين لا نعرفهم ـ مسؤولية كل ما يحدث من أزمات في المجتمع، وتبرير الواقع البائس بهذه «الشماعة» التي أصبحت نكتة سخيفة معادة لآلاف المرات!!

لقد وصل الاستخفاف بعقولنا إلى القول بأن «أهل الشر» وراء فضائح منتخب مصر لكرة القدم في كأس العالم (روسيا 2018)، والأداء المخزي، والخروج المبكر من المونديال!

«ارحموا عقولنا».. الأمر ببساطة يتجاوز قدرات هؤلاء «الأشرار».. لأنهم لو كانوا يملكون تلك الإمكانات لاستغلوها بالبقاء في الحكم إلى أن يشاء الله، وما استطاع أحد أن يزحزحهم قيد أنملة!!

أخيرًا.. لا يمكن أن يظل المواطن البسيط «وحده فقط!» هو المطالب دائمًا بالصبر والتحمل.. وتسديد فواتير الفشل، كما لا يمكن تغييب عقله، الذي لم يعد يستوعب معجزات «أهل الشر» وقدراتهم الخارقة.. ارحمونا!!

[email protected]