رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

كما كان هناك لاعبون نجوم فى المونديال، أيضاً ظهر نجوم آخرون فى كأس العالم.. لم يحرزوا هدفاً واحداً وإنما كانوا وراء هذه الأهداف وهم يجلسون فى صفوف الجماهير أو المقصورة.. من هؤلاء رئيسة جمهورية كرواتيا.. فقد لفتت الأنظار بابتسامتها وفرحتها.. كما لفتت الأنظار وهى تهتف فى المقصورة عند كل هدف، أو وهى تزور اللاعبين فى غرفة الملابس!

فلم تذهب كولندا جرابار مع منتخب بلادها كأى مشجع، ولكنها ذهبت كمشجع بدرجة رئيس جمهورية يقف خلف منتخب بلاده، حتى دخل نصف النهائى، وأطاح بمنتخبات كبرى أهمها ألمانيا صاحبة اللقب وروسيا صاحبة الأرض.. لم تذهب كضيف بتذاكر مجانية ايضاً.. ولا معزومة من ميدفيدف أو بوتين.. لكنها دفعت ثمن التذاكر من جيبها وليس من مال الرئاسة!

وكانت الكاميرات تنتظرها مع كل هدف حقيقى أو محتمل.. كانت تشاهد المباراة واقفة أحياناً.. ترتدى علم بلادها.. ورأينا فيديوهات لها وهى تدخل غرفة الملابس.. واللاعبون لا يشعرون بأى دهشة.. كانت تحتضن كل واحد كما هو.. سواء وهو يرتدى التى شيرت أو لا يرتدى أى شيء.. تشد على أيديهم.. وحقق الكروات فعلاً أعظم نتائج وأدخلوا الفرحة على بلادهم!

فتخيل حين يرى لاعبو كرواتيا رئيسة بلادهم فى الملعب، وغرفة الملابس، وبعد المباريات.. هى لا تريد أن تصدر أى صورة غير دعم المنتخب.. هى لا تستخدم هذه النجاحات بأى شكل سياسى.. وهى لا تفعل ذلك لتأخذ بنطاً عند الشعب الكرواتى.. تقول إنها تشجع منتخب بلادها بطريقة عادية.. يعنى كأى مواطن.. ربما هى اليوم فى الرئاسة ولكنها غداً مع الشعب!

وتبقى فكرة الرئيس «المواطن» قائمة فى وعيها طوال الوقت.. تعرف أنها تلبس العلم، وتقفز من الفرحة.. والرؤساء لا يفعلون هذا.. قالت «أنا أحب تشجيع منتخب بلادى بطريقة قد تكون غير لائقة لمنصة كبار الزوار».. إذن هى تعرف.. لكن بلادها أحب إليها من البروتوكول.. وهكذا كانت رئيسة كرواتيا لافتة لأنظارنا كما «لفت» منتخب كرواتيا الأنظار أيضاً!

ومن ضمن ما أعلنته «كولندا» أنها لن تحضر لقاء كرواتيا وإنجلترا.. إنما قالت سأنتظركم فى النهائى.. بما لها من دلالة كبرى.. والسبب أنها ستكون مشغولة بأمور هامة للغاية.. ليس لأنها تخشى أن تفوز إنجلترا.. أو أنها تخشى خروج منتخب بلادها.. إنما لأن عندها مشغوليات هامة.. مؤكد ليست خائفة من الهزيمة فقد خرجت ألمانيا على يد كرواتيا وأخيراً روسيا!

وهكذا كانت «كولندا» نجمة المونديال.. وهى بالمناسبة لا تقتات على نجاحات المنتخب، وإنما كانت لها صولات كبرى منذ دخلت القصر الرئاسى.. باعت السيارات الرئاسية، والطائرة الرئاسية، وسافرت على خطوط طيران بلادها.. وقالت لوزرائها: «كونوا كرواتيين فى أمخاخكم»!