رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوي

 

 

ما الفرق بين القاهرة ولندن؟!.. سؤال قد لا يعجب به الكثيرون، وقد يتلقي المرء بسبب هذا الاستفهام، اللوم الشديد، علي اعتبار انه لا يجوز في الأصل عقد مقارنة، وأختلف كثيراً مع هؤلاء من أصحاب الرأي، لأن المشاكل واحدة في الشارع سواء كانت القاهرة أو لندن أو باريس، لكن هناك فرقاً واحداً مهماً قد يكون هو السبب في الذين لا يعجبهم حديثي، هذا الفرق الوحيد بين القاهرة وجميع عواصم العالم المزدحمة بالبشر، أن الجميع في هذه العواصم، يفعّلون القانون ويطبقونه علي أرض الواقع، ولا نجد أي مواطن تعتريه العنجهية ويمتنع عن تفعيل القانون.

الشوارع في العاصمة البريطانية تشبه إلي حد كبير شوارع العواصم في العالم، خاصة شوارع القاهرة، لكن الفرق واضح فقط في التعامل مع الزحام، هناك في لندن تطبيق وتفعيل للقانون بشكل حاسم وحازم، وسلوك بشري يأبي علي نفسه أن يخالف القانون أو يتجاوزه، والكل أمام القانون سواسية بلا تمييز أو استثناء، والردع والزجر في فلسفة القانون تحققان نتائج إيجابية علي الأرض، فلا نجد السيارات المتهالكة تجوب الشوارع، ولا مواطنين يتعمدون مخالفة اللوائح وقرارات المرور وخلافه من كل مظاهر الفهلوة التي يجب أن تختفي من حياتنا تماماً، شوارع لندن مزدحمة لكن الحركة المرورية في حالة انسياب ما يعني أن الجميع ملتزم بتطبيق القانون وتفعيله.

نحن في أشد الحاجة إلي تفعيل القانون في كل شئون حياتنا ليس في الشارع فقط للقضاء علي الظواهر السلبية فيما يتعلق بالزحام وانسياب حركة المرور، ولكن من أجل بناء مصر الجديدة التي يحلم بها الجميع، ولن يكون هناك بناء حقيقي بدون تحقيق كامل لسيادة الدولة القانونية، وهذا هو الفرق بين القاهرة ولندن، في بلادهم- كما رأيت- هم يفعلون القانون علي الأرض ولا أحد يتحايل عليه، ونحن نبحث عن كل الثغرات في القانون لتعطيله أو عدم تفعيله!!!