رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

لماذا يرتشى الكبار؟ هذا السؤال كان عنوان مقال للكاتب الصحفى الكبير عباس الطرابيلى فى صحيفة المصرى اليوم، وجعل اجابته عن السؤال أسئلة أيضاً وهى: هل الجو العام هو السبب، أم أن غياب الرقابة الفعلية هو السبب، أم أن القوانين تشجع على ذلك بسبب طول إجراءات التقاضي؟

ونفس الاجابة كان يبحث عنها الكاتب الصحفى الكبير فاروق جويدة فى مقاله بالأهرام، وتساءل: كيف كبرت أوكار الفساد وتشعبت وتسللت إلى مواقع كثيرة فى ظاهرة لم تحدث من قبل وجعل الكاتب الكبير فاروق جويدة اجابته عن السؤال أسئلة أيضاً كما فعل الطرابيلى وتساءل: هل السبب فى الفساد هو غياب منظومة العدالة فى المجتمع وتحول الناس إلى عصابات مشروعة؟ وهل السبب فى انتشار أوكار الفساد هو التربية فى الأسرة والمدرسة والشارع والعمل وغياب القدوة، وهل السبب ما أطلقنا عليه يوما الزواج الباطل بين السلطة ورأس المال؟

وتحدث الكاتب الصحفى الكبير عمادالدين أديب فى جريدة «الوطن»عن الفساد الفاجر، وقال: إن نماذج الفساد الحكومى وصلت إلى مرحلة الفجور التى استباحت أى شيء وكل شيء.

وإذا كان فاروق جويدة قد تحدث فى مقاله عن توريث الفساد وذكر أن الفساد تحول إلى ميراث طويل فى مؤسسة الدولة، فأنا أتساءل مع الأساتذة وسؤالى: متى نسد ماسورة الفساد التى تفاجئنا بالانفجار فى مصلحة حكومية ما وتنتقل إلى مصلحة أخرى، ويسقط فيها كبار المسئولين، وكيف نجفف مصادر الفساد، كما هو العمل على تجفيف منابع الإرهاب، لأن الفساد والإرهاب هما أكبر خطر على الدولة. وإذا كنت قد أشدت ببرنامج الحكومة أمام مجلس النواب لأنه يضع الفئات الكادحة فى مقدمة اهتماماته، إلا أن نقدى الوحيد للبرنامج هو عدم الإشارة إلى قضية الفساد التى توحشت رغم الجهود الكبيرة التى تبذلها هيئة الرقابة الإدارية فى ضبط وحوش الفساد، كان يجب أن يذكر الدكتور مدبولى أمام مجلس النواب شيئاً عن جرائم الفساد، وإجراءات مواجهته، سواء بتغليظ العقوبات التى طالب البعض بتغليظها لتصل إلى الإعدام، أو عن طريق منع وصول الفاسدين إلى المواقع الكبرى كما حدث مع المحافظ الفاسد «عبدالباسط» الذى كان فاتح تكية فى محافظة المنوفية مقابل إصلاح سيارته. وايه حكاية السيارات فى جرائم الرشوة، حيث طلب رئيس شركة مياه الشرب بالجيزة من الراشى سيارة بيجو 508 موديل2017، بخلاف الرشاوى النادرة والغريبة التى وصلت إلى رحلات حج وعمرة وكباب وكفتة وملابس كما حدث فى قضية وزير الزراعة الأسبق، ونائب محافظ الإسكندرية الأسبق، ورئيس حى الدقى الذى طلب شقة و250 ألف جنيه، وسبقه رئيس حى الموسكى، وآخرون مما يؤكد أن الفساد يعشش فى المحليات، وكما قال الكاتب الكبير فاروق جويدة إن الفساد ميراث طويل، واختار عنوان توريث الفساد لمقاله، فأنا أذكر هذه الواقعة: إن المستشار مدحت حنفى نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية ورئيس فرع الدعوى التأديبية بقنا، أحال«أ.أ. ج» المكلف بالعمل كمسئول تحصيل الكارتة باللجنة الفرعية لموقف سيارات الأجرة بالوحدة المحلية لمركز ومدينة دشنا سابقاً، ويعمل حاليا مدير مكتب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة دشنا إلى المحاكمة التأديبية بقناة لحصوله على مبلغ 500 جنيه على سبيل الرشوة من المواطن «ن.ك.ع» نظير استخراج خط سير لسيارته «قنا ـ دشنا» القضية تكشف أن مسئول الكارتة المرتشى أصبح مديراً لمكتب رئيس الوحدة المحلية، وهذا يدل أن الفساد تاريخ طويل متراكم فقد كانت الدولة فى السابق تعاقب الموظفين الفاسدين والفاشلين، والمقصرين فى أعمالهم، والمعاقبين لأية أسباب إلى محافظات الصعيد، وخاصة قنا كنوع من العقاب بالتغريب، وهناك بعيداً عن الأضواء يتحول الفاسدون إلى وحوش، وحالياً يتم مكافأة المرتشى بتعيينه مديراً لمكتب رئيس المدينة من موظف كارثة، انه تدوير للفساد، وحفاظ على الفاسدين فى بعض المواقع، أم أنه سوء إدارة، وغياب تام للإدارة المحلية القابعة فى الغيبوبة!!