عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تناول العديد من الكتاب والمفكرين موضوع صفقة القرن، التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى بداية عده فى حكم أمريكا. ورغم أنه وحتى كتابة هذه السطور لم يصدر بعد أى تصريح رسمى من أى مسئول، سواء أكان أمريكياً، أم إسرائيلياً، أم عربياً. فكل ما قيل أو كتب لا يعدو أن يكون إلا مجرد اجتهادات وتكهنات شخصية دون مرجعية رسمية صادرة عن إحدى الدول المعنية بهذه الصفقة.

وللحقيقة، فقد قرأت فى العديد من الصحف بعض المقالات التى كتبت عن هذا الموضوع، فى محاولة للتعرف على ملامح تلك الصفقة أو الوصول بشكل رسمى إلى أى بند من بنودها، وقد تعجبت كثيراً من أغلب الكتاب الذين تناولوا هذه الصفقة فى مقالاتهم، نتيجة تبنيهم الموقف الرافض لتلك الصفقة، برغم عدم صدور أى تصريح رسمى عن أى مسئول فى الدول المعنية يوضح ملامح هذه الصفقة، فالبادى إن هناك تكتماً واضحاً بين تلك الدول بعدم إذاعة أى بند من بنود هذه الصفقة.

هؤلاء الرافضون، يرون أن الرئيس الأمريكى منحاز كلياً إلى إسرائيل، وكذلك صهره جاريد كوشنر، اليهودى الديانة، الإسرائيلى الأصل، الذى يتولى بحث هذه الصفقة مع جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكى للسلام بالشرق الأوسط، وكلاهما – أيضاً- ينحاز لدولة إسرائيل. ومن هنا، كان اعتقاد الرافضين، أن صفقة القرن لا بد أن تنتهى لمصلحة إسرائيل. هذا الاعتقاد، وإن كان صحيحاً فى مظهره، فمع ذلك يجب أن نتريث جميعاً إلى حين الإعلان رسمياً عن ملامح تلك الصفقة، ثم نبدى رأينا كيفما نشاء، سواء بالرفض أم القبول.

فى تقديرى، أن هؤلاء الرافضين لصفقة القرن، قد بنوا تكهناتهم واجتهاداتهم، بالاستناد إلى بعض المقالات المنشورة فى بعض الصحف ووكالات الأنباء الأجنبية، والتى أشيع من خلالها، أن القائمين على تلك الصفقة فى سبيلهم لأن تكون عاصمة فلسطين، أما إحدى القرى الملاصقة للقدس، وبحيث تتخلى إسرائيل عن جميع الأراضى المحيطة بهذه القرية، وإما أن تكون غزة، بحيث يتم ضم جزء من سيناء إليها، أو أن يضم لها جزء من الأردن، على أن تقوم أمريكا بإعادة إعمارها بالكامل، وأن تضخ إليها استثمارات ضخمة، وكذا بأن تتعهد أمريكا للدول العربية بضمان عدم اعتداء إيران عليها.

وأياً كانت التكهنات والاجتهادات التى قيلت عن صفقة القرن، فإن الموقف العربى الثابت، حتى الآن، يؤكد ضرورة أن تتضمن صفقة القرن حلاً شاملاً للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.

 رحم الله الراحل العظيم أنور السادات الذى دعا الدول العربية، التى احتلت أراضيها فى مذبحة 1967 لكى نجلس معاً، ونتفاوض على استلام الأراضى المحتلة- ومع الأسف الشديد- فقد رفضوا جميعاً الفكرة، بل واتهموا الرئيس الراحل بالخيانة، وقاطعوا مصر. وكانت النتيجة أن استردت مصر جميع أراضيها المغتصبة، وما زالت الدول العربية الأخرى تلهث وراء استرداد أراضيها.

لقد عانيناـ نحن العرب ـ من مواقف الرفض والشجب والاستنكار والتخوين أحياناً، تلك المواقف التى لم تعط للقضية الفلسطينية أى تقدم حتى الآن. لقد حان الوقت أن نعلم جميعاً، أن كل ما يحدث الآن حولنا من حروب ودمار ما هو إلا نتيجة تكاتف أغلب دول العالم على منطقتنا العربية. إن أغلب دول العالم تقف مع إسرائيل ضد المسلمين عامة والمتشددين دينياً بصفة خاصة، هذا الموقف الصعب يفرض علينا بعض التضحيات، فى سبيل التوصل لحل يرضى جميع الأطراف.

وتحيا مصر.