عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

رحم الله فضيلة الدكتور محمود عاشور، العالم الجليل والشيخ الوقور الخلوق.. غادرنا د. عاشور متجهاً إلى الله عز وجلَّ بقلب صافٍ، ونفس راضية مرضية، فى هدوء وسكينة، وروحانيات سوف نفتقدها كثيراً كمصريين، ولسنا كمسلمين فقط.

كان مولانا الشيخ عاشور، كما كنت ألقبه، هادئ النفس، قوى الحجة، وكم أيقظ عقولاً نائمة، ونفوساً مغيبة، ولن ننسى موقفه من جماعة الإخوان المسلمين حينما حكموا مصر، فتحكموا بغباء سياسى، وسوء إدارة، وغياب العقل، وضيق الأفق، ووقف لهم مولانا الشيخ عاشور بالمرصاد، وكان أول من أطلق عليهم «خوارج العصر»، ولم يبال، ولم يضعف، بالرغم من تقدمه فى السن، وبعده عن المناصب، وتخليه عن المكاسب، ولكنه كان العالِم فى محرابه، الهادئ فى حياته، القانع بالمكتوب، وكان كله ثقة فى ربه ورضا بما عمله وأنجزه. لقد كان مركز إشعاع بالرضا والطمأنينة لكل من يعرفه ولكل من يراه أو يسمعه.

إنَّ غيرة بعض القيادات أبعدت د. محمود عاشور عن أضواء الوظائف، وتولى بعده من الأقل قدرة، والأقصر نظراً، ولكنه من أهل الثقة فى ذلك الوقت، وانسحب د. عاشور، واتجه لقلوب وعقول الشباب، وتحدث إليهم وعنهم بالنوادى والندوات، وكم أوقفه شباب ومسنون بالشارع وأمام منزله وفى طريقه؛ ليسألوا ويحصلوا على أحكام الإسلام الوسطية، وكم اهتزت جدران المساجد، والهيئة الإنجيلية والجامعات والمدارس لحديث الروح والإيمان والوطنية الخالصة لوجه الله.

 كم غيّر صوت د. عاشور من نفوس فقدت الأمل، وعانت الظلم والإبعاد، وفقدت أماكنها؛ بسبب أنصاف المواهب وأهل النفاق والمتسللين والمنافقين والمتلونين فكان يقدم لكل ناجح «روشتة» تتلخص فى القرب من الله عز وجل، والعمل الدؤوب، وعدم النظر أو التوقف عند هذه التفاهات «ولسوف يعطيك ربك فترضى»، وإياك أن تمنحهم فرصة إلهائك عن تواصل عملك بإتقان وإرضاء ربك عز وجل، تجاهلهم واتجه لله عز وجل، زد عملك وضاعف مهاراتك حتى لا تفكر فى أعدائك، وأحسن إليهم فهم ضعفاء يحتاجون للدعاء والشفقة.

وعاش د. عاشور راضياً، ولقى ربه مرضياً، وترك لنا دستوراً يريح النفس، وينمى العقل، ويشحن الهمم للتقدم والعزة والاعتزاز بالنفس.

مولانا الشيخ عاشور سوف أفتقدكم كثيراً بدءاً من البشاشة التى تقابلنا بها، مروراً بسؤالك عن الحال والأحوال، ثم علمك وفتواك وقمة الوسطية والاتزان وحتى تعليقاتك القصيرة وطويلة الأمد كطاقة إيجابية وتشجيع دائم لا يموت.. رحمك الله بقدر ما أحببت جداً الجامع الأزهر، ومراقد أهل البيت، وصلواتك المتميزة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ألست من علمتنا لقب «سيدنا النبى عليه الصلاة والسلام».. و«حبيبنا سيدنا النبى».. سوف تحيا بعلمك وقدرك ونزاهتك لأنك رفضت المناصب والسياسة والشلل والفتوى بالأهداف، وراهنت على الاحترام، فمنحك الله حياة أخرى جديدة وأنت فى رحاب الله عز وجل، والعالِم لا يموت لأن عمله وعلمه باق وذكراه عمر آخر.. ولأسرتك الكريمة خالص العزاء.. ورحمك الله يا مولانا وهدى من بقى، وأدعو الله أن يتعلم بعض مشايخ الفضائيات منكم احترام الأزهر علماً وزياً وخلقاً وأدباً وتراثاً وميراثاً ورضا وقناعة.. اللهم آمين.

فجأة وبلا مقدمات قامت الدنيا ولم تقعد على نقص فيتامين «د»، وكأنها حملة إعلامية أو إعلانية، الله أعلم، تتم بتركيز شديد، وتستهدف المواطن المصرى الغلبان الذى لم يعد الآن بإمكانه السفر للمصايف ليتلقى فيتامين «د» وعنصر اليود من البحار.. وقديماً كنا نعرف أن مصر بلد الشمس والهواء ونتغنى بـ«حلاوة شمسنا»، ويأتى لنا السياح الأجانب قاصدين التعرض لشمسنا «فماذا حدث لنا؟».. أنا لست طبيبة ولا متخصصة فى التغذية مثلى مثل أساتذة التجارة الذين درسوا أو درسنا تغذية وفتاوى، وأصبحوا «مفتين» فى كل شىء، وتخرج إحداهن علينا وتؤكد «لازم تعاطى فيتامين د 3» هذه العلبة ثمنها من الخارج يا هانم 750 جنيهاً ومهربة بالطبع، ويوجد نوع مهرب أيضاً بالأجزاخانات يتراوح ما بين 500 جنيه و700 جنيه ومع إغراءات ما يتردد عن فوائده يتهور الغلبان ويشتريه.. والرجاء من د. هالة زايد، وزيرة الصحة، أن تشكل لجنة وتعلن لنا النتائج.