عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أقرأ باهتمام كتابات الأستاذ طارق الشناوى، وأراه من أبرز نقاد الأعمال الفنية بين أبناء جيله، ويوم أعلن المجلس الأعلى للإعلام  عن تشكيل «لجنة للدراما» برئاسة المخرج المحترم محمد فاضل شن طارق هجوماً ضاريًا على هذه اللجنة وتفهمت دوافع الأستاذ طارق المشروعة وهى خشيته من أن تكون هذه اللجنة قيدًا إضافياً على حرية الإبداع التى تعانى أصلاً من العديد من القيود الحكومية والاجتماعية القاسية.

ولكننى لم أشعر بالارتياح لعبارات وردت بمقال الأستاذ طارق تحمل إيحاءات تمس شخص الأستاذ محمد فاضل وتحاول النيل من القيمة المهنية للأستاذ فاضل، ورغم ذلك فقد تغلب تقديرى لهواجسه من أن تكون اللجنة بداية لمزيد من التضييق على الإبداع، تغلب تقديرى لهذا الهاجس المشروع عل غضب وعتاب لجنوح قلم الأستاذ طارق بعبارات تمس شخص الأستاذ محمد فاضل رئيس اللجنة.

وعندما قدمت اللجنة استقالة جماعية وأعلنت موقفها ومبررات هذه الاستقالة، بادر الأستاذ طارق الشناوى بشن هجوم على اللجنة مرحباً بقرارات رئيس المجلس الأعلى للإعلام قبول هذه الاستقالة، لكن الأستاذ طارق هذه المرة واصل الهجوم غير المبرر على الأستاذ محمد فاضل رئيس اللجنة ووجه له اتهامات برغبته فى أن يشغل منصباً رسمياً يعيده الى ساحة الإنتاج ويجعله مقصداً لبعض المنتجين لإسناد أعمال له بعد أن انحسرت عنه الأضواء وتصدر ميدان الإخراج شباب جدد قدموا أعمالاً مبهرة.

توقفت طويلاً أمام هذا الهجوم الظالم على إحدى قامات الإخراج فى مجال الدراما التليفزيونية، فأعمال الأستاذ محمد فاضل لم تزل تحتل مكانة متميزة بين طوفان الأعمال الدرامية ويقتضى الإنصاف أن نضع الجيل الذى ينتمى اليه الأستاذ فاضل فى مكانته اللائقة كرواد رفعوا راية هذا الفن عالية بإمكانات مادية وأدوات إنتاج تكاد تكون أدوات بدائية إذا قورنت بما هو متوفر الآن لجيل الشباب من تقنيات تضفى إبهاراً على أتفه الأعمال؟!

وإذا سلمنا بمنطق الأستاذ طارق الشناوى فعلينا أن نهيل التراب على الأجيال الرائدة من المخرجين فى مجال السينما، فنرى أن صلاح أبوسيف وحسن الإمام ومحمود ذوالفقار وعشرات المخرجين من هذا الجيل الذين قدموا روائع السينما المصرية بإمكانات مالية وتقنية هزيلة.

أما حديث الأستاذ طارق عن رغبة الأستاذ فاضل فى الحصول على فرصة عمل هذه الأعمال فهذا الاتهام يتجاوز كل درجات الظلم ومجافاة اللياقة.

وكنت أتوقع

أن يحيى الأستاذ طارق أعضاء لجنة الدراما لموقفهم المشرف الذى افتقدناه هذه الأيام وهو رفض الاستمرار فى موقع لم يتمكنوا فيه من القيام بالمهام الموكولة إليهم» مهما كان رأى الأستاذ طارق فى هذه المهام. لقد غابت ثقافة الاستقالة احتراماً للنفس وحل محلها القبول الذليل بالاستمرار فى أى موقع وتبرير ذلك بأن الشخص أرضى ضميره وسجل رأيه حتى وإن ألقى المسئول بهذا الرأى فى سلة المهملات، وحتى إذا ظل فى موقعه مجرد «خيال مآته» حسب وصف أعضاء اللجنة المحترمين لأوضاع رفضوها من منطلق احترامهم لأنفسهم ولتاريخهم المهنى.

مازلت ـ رغم غضبى ـ أرى أن الأستاذ طارق الشناوى من أفضل نقاد الفن بين أبناء جيله وأعتقد أنه يملك شجاعة «الاعتذار» عما بدر منه من عبارات مسيئة لشخص الأستاذ محمد فاضل وللسيدات والسادة أعضاء لجنة الدراما، فبهذا الاعتذار والإشادة بثقافة الاستقالة يزيل الأستاذ طارق الشناوى نقطة سوداء فى ثوبه الأبيض الناصع.