رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

أعطني معلماً جيداً أعطك أمة واعية.. هذا ما يجب أن نعمل من أجله.. وليس بالفن وحده ترقى الأمم وإنما بالعلم والعمل.. ربما تلك هي النكبة التي أصابت مجتمعنا.. اعتمدنا على الفن فقط نفتخر به وندفع الأموال من أجله ويدعى من يدعي أنه نمرة واحد في مصر.. وهكذا نترك الأبناء فريسة الفن الجاهل والدراما الفاشلة ورسائل التخلف ومن يدعون النجومية ويصنعون شباباً غريزياً متسلقاً متملقاً بلطجياً.. وأما المعلم فأصبح فريسة جمع أموال الدروس الخصوصية أو الفقر وبدوره يحول أبناءنا إلى فريسة الجهل والتخلف.. ما تنتظر منه؟!

وكيف ينتج أجيالاً واعدة..

تذكرت عندما توجهت وزوجتي للتقديم لطفلنا في المدرسة التجريبي المستقبل للغات منذ عشر سنوات تقريباً.. كانت المدرسة جديدة ومبهرة والفصول نظيفة والمكاتب جديدة، ونظافة ونظام نادران ما تجدانه في مؤسسة حكومية.. لم يقبل ابني بالمدرسة إلا بعد أن نجحت أنا وزوجتي في اختبار اللغة الإنجليزية وشرط المؤهل العالي للأب والأم وهو ما أسعدنا وشعرنا أن تلك المدرسة الحكومية لا تختلف كثيرا عن المدارس الخاصة اللغات.. ومع مرور الوقت اكتشفنا أنها مجرد ظواهر خارجية مع جوهر فاشل فالمدرسة بدون إدارة جيدة وتفتقد المعلم الجيد.

تلك هي المعاناة حتى يومنا هذا.. تحولنا إلى رحلة البحث عن الدروس الخصوصية في جميع المواد بعد أن فقدت المدرسة دورها في تعليم الأبناء.. وحتى في الدروس الخصوصية تباع وتشترى من المدرس الذي يطلب من ولي الأمر توفير مكان بمواصفات مناسبة له حتى يتنازل ويوافق على الدرس الخصوصي بالمبلغ المناسب والوقت المناسب له.

 أعرف أولياء أمور يهجرون بيوتهم ويختارون مناطق جديدة لتلك الهجرة تتوفر فيها دروس خصوصية بأسعار تناسب دخولهم.. هذا هو الحال في بلدنا هجرة من أجل العمل وهجرة من أجل الدروس الخصوصية... ونحن الآن في انتظار المجهول من نظام تعليمي جديد وشهادة ثانوية عامة على ثلاث سنوات وموجة من الدروس الخصوصية التي نسأل الله تعالى أن تختفي من الوجود.. ولكن كيف والمعلم لم يستعد بعد للفصل الدراسي بالمدرسة وإنما هو على تمام الاستعداد لاستقبال المجاميع الخصوصية.

مهما كلفت وحشدت للتطوير من جهد ومال لن تحصد إلا من خلال تطوير المعلم.. عليكم بالعلم أولا حتى لا تهدر الأموال.