رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

كنت أمتلك الوعى الكافى لمخاطبة الطبقة الوسطى كانت قد وردت تلك الجملة على لسان الفنان الشامل والإعلامى الكبير والقدير الأستاذ سمير صبرى ضمن حوار له فى جريدة «الأهرام» بتاريخ ١٩ يونية الماضى.

وكنت قد توقفت فى مقالى السابق عند هذا الحوار، حيث رأيت ان الكثير مما قد جاء فيه وذكره لنا الأستاذ القدير سمير صبرى من ذكرياته يعد من الأهمية بمكان،  وبخاصة فى مثل هذه الأيام العجيبة والتى يعيش فيها الإعلام حالة من التردى الشديد والتخبط وعدم المهنية، وما إلى ذلك من رذائل، حيث تقدم معظم ساحاته منتج ما بين السىء وشديد السوء،  وهو فى أفضل حالاته أصبح منفراً وطارداً لقطاع عريض جداً من الجماهير التى عزفت عن المتابعة كما أكدت وتؤكد قياسات نسب المشاهدة،  وحتى بأبسط الأحاديث إلى المواطن البسيط ورجل الشارع العادى نستطيع أن نستشف ذلك من الوهلة الأولى بدون أدنى مجهود فى فن الحوار، كما أنه أيضاً فى أسواء الأحوال يساعد فى نشر نوعية من الثقافة البائسة التى يعانى منها مجتمعنا منذ فترة ليست بالقصيرة، ثقافة تفتقر إلى معانى الرقى والتقدم والتحضر وكأنها تعمل بمعزل عن مبادئ الحق والخير والجمال والسلام والتنمية، فيخرج لنا فى نهاية الأمر منتج إعلامى مغلف بالصوت العالى وأساليب الردح والاستقطاب، يشد للخلف ولا يدفع للأمام، يفرق ولا يجمع، هذا المنتج الردىء الذى يساعد فى الإضرار بالمنظومة الأخلاقية والثقافية فى المجتمع بشكل عام.

وقد استوقفنى كثيراً فى حوار الأستاذ سمير صبرى تلك الجملة التى بدأت بها مقالى اليوم حول الطبقة الوسطى والتى كان يرى أنها عظيمة الشأن وتمثل ٨٠% من المجتمع، لذا فقد كان ولا يزال من الضرورى أن يمتلك الإعلامى القدرة والوعى الكافى لمخاطبتها، لأنها تمثل دائماً العمود الفقرى للمجتمعات، ومنها تخرج أنماط الثقافة المتنوعة سواء كان ذلك فى شكل الملبس أو طريقة التفكير ونمط الحياة بشكل عام، كما أنها تشكل المزاج العام.

هذا وكنت قد توقف أيضاً عند رد أستاذ سمير صبرى على أحد الأسئلة بتلك الإجابة التى ذكر فيها أنه كانت هناك رسالة ثقافية وأدبية وتربوية واجتماعية ودينية للتليفزيون تحديداً، كان يحرص المسئولون على توصيلها للمشاهد، وتعتمد تلك الرسالة على المحافظة على القيم والتقاليد العريقة فى المجتمع المصرى، بل نقلها وانتشارها فى المجتمعات العربية، وقال أيضاً ان الإذاعات المصرية كانت قبلة للمستمعين فى أرجاء المنطقة العربية.

كما كان يتشارك الأعلامى القدير فى تقديم بعض برامجه مع عدد من الإعلاميين الكبار أمثال الأستاذة الجميلة سلمى الشماع والتى وصفها بأنها تحمل الجمال والثقافة الغربية والأستاذة الراقية فريدة الزمر والتى وصفها أيضاً بجمالها المصرى، هذا التنوع الذى نفتقده بشدة الآن بكل أسف.

مشوار طويل ورسالة حقيقية  وتحمل للمسئولية حرص من خلاله أستاذ سمير صبرى على تقديم نجوم عصره إلى الأجيال التالية والتى لم تعاصرهم حتى يعلموا مدى عظمة هؤلاء الفنانين الذين الذين أثروا الحياة ليس فى مصر فقط ولكن فى المنطقة العربية والعالم بأكمله، ولما لا وقد تعلم ذلك من ليلى رستم وأمانى ناشد وغيرهما ذلك الحرص على نقل عظمة الماضى إلى الحاضر من خلال نجوم الفن والغناء.

دعونا نبكى على الأيام الخوالى ونلطم فى صمت..