رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

آمال نامق التى يعرفها الناس بأول سيدة مصرية قادت أول حملة من ربات البيوت من سكان المعادى فى التسعينيات ودعت إلى مقاطعة اللحوم بعد ارتفاع أسعارها.. ويومها أجبرت الجزارين على التراجع بالأسعار.. تخوض الآن تجربة جديدة تغازل البنوك بعد تجربتها فى محو الأمية.. فهى تعلم أن بنوكنا المصرية تستعد لتطبيق منظومة الشمول المالى التى بموجبها سيتم وقف التعامل بالعملة النقدية الورقية «الكاش» ويصبح لكل مواطن بطاقة اليكترونية يستخدمها فى جميع مشترياته وتعاملاته المالية، عن نفسى لا أعرف كيف ستتعامل البنوك مع شريحة الأميين فى مصر والتى تصل إلى٣٠% لا يعرفون القراءة ولا الكتابة.. فكم من تاجر أمٌى اعتاد أن يحمل محفظته فى جيبه وتطالبه بأن يستبدلها ببطاقة إليكترونية تحقق له جميع أغراضه التجارية، يصعب عليه التعامل بهذه البطاقة لأنه لا يجيد القراءة والكتابة..

- هذه القضية قفزت إلى ذهنى وأنا أجلس على المنصة بجوار السيدة آمال نامق أثناء تخريج دفعة من تعليم الكبار.. مائة شاب وشابة.. رجل وامرأة.. شرائح عمرية مختلفة ثم أسمع السفيرة ميرفت التلاوى المدير العام لمنظمة المرأة العربية وهى تشيد بتجربة السيدة آمال نامق منذ تأسيسها لنادى روتارى المعادى والذى شهد لها أكثر من عمل اجتماعي.. أنا شخصيا من المعجبين بتجربة إنسانية سابقة للسيدة آمال نامق عندما دعت إلى تجميع الملابس الزائدة فى كل بيت ولأنها محبوبة فقد وجدت إقبالا لا نظير له، فقررت أن تقيم مع بداية كل عام دراسى معارض فى الجامعات تقوم فيها بتوزيع الملابس على الطلبة والطالبات.. طبعا بعد غسيلها وكيها وكأنها جديدة تماما واحتراما لمشاعر الطلاب حرصت على تغليفها أيضا.. وكون أن يمتد عمل آمال نامق الإنسانى إلى تجربة محو الأمية فهذا عمل وطنى استطاعت به تعليم خمسة آلاف شخص معظمهم من النساء تحت إشراف هيئة تعليم الكبار والتى كانت شريكة فى هذا التخرج برئيسها الدكتور عاشور عامرى فقد كان سعيدا بالشرائح العمرية التى تخرجت، وقد رأيت السفيرة ميرفت التلاوى وهى تسأل واحدة قد بلغت الستين عن سبب دخولها فصول محو الأمية فقالت لها «كنت عايزة زوجات أولادى يغرن منى ويتعلمن القرّاءة وفك الخط» وقد حصل بالفعل وهن معى الآن..

الذى أسعدنى أن أرى الأستاذ الدكتور إبراهيم فوزى وزير الصناعة الأسبق والذى ترأس بعدها الهيئة العامة للاستثمار وكان أول وزير يقدم استقالته على الهواء لمبارك.. الرجل كان معنا يتصدر المنصة ولأنه محبوب من أهل دائرته فى المعادى فقد تعرض لضغط شعبى لرئاسة نادى الروتارى بعد سلفه خالد الخولى الذى ترك بصمة مشرفة من الإنجازات، فى حضور الروتارى المخضرم محمد عادل حافظ المحافظ السابق للروتارى.. وكانت زهرة البرلمان النائبة الشابة دكتورة ماريان عازر تناشد الدفعة التى تخرجت باستكمال المشوار فى التعليم حتى الانتهاء من مراحله.. ولأن «ماريان» تتمتع بنورانية ربانية التف حولها الخريجون وأصروا على صورة تذكارية لكى يذكرّوها بأنفسهم بعد الجامعة  ..

- السؤال الآن.. هل بنوكنا المصرية على استعداد أن تستفيد من تجربة آمال نامق لاكتمال منظومة الشمول المالى فى محو أمية الذين سيكونون مجبرين على التعامل مع البنوك بعد إلغاء «الكاش».. البنوك تستطيع الاستفادة من آمال نامق فى إعدادها كتائب متطوعة من سيدات الروتارى لنشر الدعوة فى التصدى للأمية فى القرى والنجوع.. بكده نقدر نقول مصر على طريق الشمول المالى ونصبح مثل الدول الأوربية التى لا تتعامل بالكاش.. الساندوتش بالبطاقة الإليكترونية، حتى تذكرة الأتوبيس أو المترو، مش مهم تشيل فى جيبك فلوس المهم أن تكون معك بطاقة إليكترونية تابعة لأى بنك، وقد دخلت البنوك فى منافسات فى فتح فروع لها بالأحياء والمدن والمحافظات لاستيعاب العملاء الجدد، مش مهم أن يكون لك وديعة لكن المهم أن يكون لك فرع بنك يرعى شئونك المالية كما يحدث فى الخارج، والبنوك لم تعد تشترط سناً للعميل حتى ولو كان تلميذا فى مدرسة ثانوية.. نحن فعلا نقترب من تفعيل منظومة الشمول المالى المهم أن نفهمها ونستعد لإلغاء التعامل بالعملة النقدية الكاش.

[email protected]