عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

تلقيت اتصالاً هاتفيًا من الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب يشكرنى على مقالى الذى تناولت فيه ميزانية المجلس فى السنة المالية الجديدة، وقلت رأيى فى الدكتور على عبدالعال بأنه بخيل جدًا فى إنفاق المال العام، وأشرت فى المقال إلى أن 80٪ من موازنة المجلس المقدرة بحوالى 1.3 مليار جنيه تدفع مرتبات للعاملين بالمجلس وبلغت الزيادة هذا العام مائتى مليون جنيه لمواجهة ارتفاع الأسعار وصرف علاوات العاملين بالمجلس وفى موازنة النواب مكافآت النواب المقررة فى الدستور والقانون.

بصراحة أنا فوجئت بالاتصال الذى جاء من المستشار أحمد سعدالدين أمين عام مجلس النواب ويعتبر الجندى المجهول فى المجلس وشعلة النشاط بدون ضجيج، ومن يريد أن يعرف معلومات أكثر عن دور الأمين العام لمجلس النواب فهو مثل معد البرامج الناجح فى الاعلام، فالحلقة الناجحة وراءها إعداد ناجح، وكذلك إذا وجدت أسارير رئيس مجلس النواب منفرجة ويدير الجلسة برشاقة ومعلومات متدفقة وأوراق مرتبة وجاهزة وجدول أعمال منظم أمامه فثق أن وراء ذلك أمينًا عامًا فاهم شغله. لم ألتق رئيس مجلس النواب ولا الأمين العام وهذا أول اتصال أتلقاه من المجلس بشكل عام منذ أن تركت الصحافة البرلمانية التى قضيت فيها حوالى 20 عامًا أراقب وأنقب وأتقصى حقائق الأخبار التى تهم الرأى العام ولا أتصيد الأخطاء، وبصراحة كانت علاقتى بالعاملين فى الأمانة العامة بمجلس الشعب طيبة جدًا لأنك لن تكون صحفيًا ناجحًا فى تخصص الصحافة البرلمانية إلا إذا كنت قريبًا من مطبخ الأمانة العامة، كما يكون الصحفى البرلمانى حريصًا على جدول أعمال الجلسات وكنت أعتبر الجدول هو مفتاح تغطية الجلسة أو خط السير إذا خرجت عنه تهت عن الطريق، وجدول الأعمال يعده فنيون من أعضاء الأمانة العامة التى يشرف عليها الأمين العام الذى يدير هذه المنظومة بكل حواسه، ويبحث له عن حواس أخرى يتركها على مكتب رئيس مجلس النواب باعتباره الدينامو الذى يشحن الجلسة بعد تلقيه كل ما يعن للنواب من آليات رقابية وطلب الكلمة ليضع الأمين العام كل ذلك أمام المنصة بخلاف الاحتياجات الإدارية للنواب.

شكرنى الأمين العام، ثم شكرنى الدكتور على عبدالعال، وأنا لم أقم بشىء إلا قول الحقيقة التى هى واجب على الصحافة الأمينة خاصة وأن الدكتور على عبدالعال لم يخفِ مقدار الموازنة العامة الجديدة وأعلن الرقم فى الجلسة العامة للمجلس، من خلال التقرير الذى أعدته لجنة الخطة والموازنة باعتبارها لجنة حساباته، وحصل جميع النواب على التقرير المفصل عن الموازنة كما حصل عليه الاعلام، ولكن حاول البعض الصيد فى الماء العكر، واستكثر حجم الموازنة على مجلس النواب، واعتبرها إهدارًا للمال العام، رغم أن جميع مؤسسات الدولة رفعت موازناتها وهو أمر طبيعى لمواجهة رفع الأسعار وتقرير علاوات للموظفين لمواجهة الأعباء، وميزانية المجلس ليست «مال سايب» ولكنها تخضع للرقابة ولها حساب ختامى يناقش بعد كل سنة مالية، وخالية من أى انفاق ترفى، وكل مليم يخرج منها يذهب لمكانه الصحيح، ولا يصرف أى مبلغ إلا بتوقيع رئيس البرلمان ومعروف كما قلت أن الدكتور على عبدالعال ألغى الكثير من أوجه الانفاق بعد توليه رئاسة المجلس فى إطار سياسة ترشيد الانفاق العام وفى ظل سياسة الإصلاح الاقتصادى التى وجه بها الرئيس السيسى، ولو كان «عبدالعال» قد ترك المصروفات كما وجدها، لكانت الموازنة أكبر مما تم تقديره بكثير.

هذا ما قلته ولا أحتاج شكرًا عليه، ولكن الشكر من رئيس البرلمان على كلمة حق قلتها أعتبره تقديرًا للصحافة من رئيس المجلس التشريعى الذى أعلن عدة مرات احترامه لحرية الصحافة وتقديره لدورها الموضوعى فى بناء الدولة، ولا أبالغ إذا قلت إن مجلس النواب الحالى هو أفضل مجلس شهدته مصر لأنه حقق انجازاته بدون ظهير سياسى حزبى يسانده، كما يعتبر الدكتور على عبدالعال استاذ الجامعة الاكاديمى باعتباره استاذ قانون دستوري، أحد اكتشافات ثورة 30 يونيو الذى فرضت عليه السياسة فرضًا فأثبت أنه أهل لها، وأدار السلطة الثانية فى الدولة بكفاءة وحرص على استقلالية قرار مجلس النواب، والتعاون مع السلطة التنفيذية والقضائية عندما يكون التعاون وجوبيًا لصالح الوطن.