رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

 

كشفت نتائجنا المخزية فى كأس العالم حقيقة مستوانا الكروى بالضبط. نحن لا نلعب كرة قدم لكنه شىء يشبه كرة القدم، لا عبونا لا يمتلكون أى ثقافة كروية ولا تكتيكية، لا يدرون أى شىء عن كرة القدم الحديثة ولا عن طرق اللعب التى تمارسها بسهولة الفرق الكبيرة رغم عقودهم الفلكية التى تصل لعدة ملايين من الجنيهات سنويا، أما مدربنا العالمى فيكتور كوبر الذى يتقاضى ملايين الدولارات فكانت شهيته مفتوحة على الاعلانات التى يأكل فيها «فتة محلولة» كما يقولون.

أما اتحاد الكرة فقد كان الكثير من أعضائه يمارسون عملهم فى إدارة شئوننا الكروية فى أوقات فراغهم كما يبدو، منهم من انشغل بالبيزنس الخاص به، وبعضهم انهمك فى تقديم البرامج الرمضانية التافهة نظير أجور فلكية، والتى شارك فيها تحت سمع وبصر الاتحاد بعض لاعبى المنتخب، تحول أهم حدث كروى عالمى فى نظرهم إلى مولد وصاحبه غايب، كل همهم هو جمع أكبر قدر من المال خلال عملهم التطوعى فى الاتحاد!

طوال أكثر من عامين كان حال المنتخب لا يسر عدوا ولا حبيبا، مستواه لا يبشر بتحقيق أى فوز فى المونديال، لدرجة أن بعض لاعبينا القدامى قالوا إننا سنكون حصالة مجموعتنا رغم أنها أضعف مجموعة فى البطولة، وفى كل مبارياتنا قبل هذه البطولة كنا نلعب بخطط دفاعية بحتة بفكر عقيم للمدرب العالمى، بمجرد استخلاص الكرة من أمام مرمانا يتوه اللاعبون فى وسط الملعب، كل واحد يريد أن يتخلص منها وكأنها كرة من نار تلسع قدميه، ومع ذلك لم يحرك الاتحاد الهمام ساكنا، لم يبحث عن مدرب آخر ينقذنا من الفضيحة المتوقعة، كل ما كان يشغل أعضاءه هو الاحتفال بصعودنا لكأس العالم، دون أن يدروا شيئا عن المهازل التى سنحققها فيه.

خيبتنا الكروية لم تكن مفاجأة للكثيرين، هى محصلة منطقية لأوضاعنا الرياضية ولسياسة الاحتراف التى ابتدعها على الطريقة المصرية الكابتن محمود الجوهرى، وجعلت كرة القدم فى مصر مجرد سلعة رديئة الصنع، تستنزف ملايين الجنيهات على لاعبين فشلة، واتحاد غارق حتى أذنيه فى شئون البيزنس، وإعلام رياضى فى غالبيته العظمى منحاز وضيق الأفق يبحث عن الإثارة الفارغة وتصفية الحسابات.

كل ما نريده الآن هو عقلية جديدة تدير أوضاعنا الرياضية على أسس وقواعد مختلفة، تبدأ بترشيد هذا الاحتراف الفاسد، تضع حدا أقصى لعقود اللاعبين لا يتجاوز المليون جنيه فى السنة، وتنظيم الاحتراف الخارجى للاعبين بحسب الدوريات المطلوبين للعب فيها، وتوجيه كل هذه الملايين المهدرة على لعبة فاشلة ولاعبين واتحاد أكثر فشلا إلى دعم الرياضة فى مراكز الشباب والمدارس وبناء نوادٍ فى الأحياء الشعبية، وقبل ذلك محاسبة كل من تربح من اللعبة بطرق مشبوهة حتى ينال ما يستحقه من عقاب رادع.