رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

لا أجد من عبارات الشكر والثناء.. ما يوفى رجال الرقابة الإدارية حقهم.. فهؤلاء أناس نذروا أنفسهم لخدمة هذا الوطن.. وصيد الحيتان التى تمص دمه ليل نهار.. دون شفقة أو رحمة!!

كل يوم جديد يسقط حوت جديد.. أسماء كبيرة ومناصب عالية.. كانت فى الماضى كفيلة بمنح صاحبها حصانة.. ضد كل الأجهزة الرقابية.. وكانت عبارات مثل العين ما تعلاش عن الحاجب.. والمية ما تطلع فى العالى.. تتردد على ألسنة المصريين بكل أسف على حال البلد.. حتى أن ممتلكات حبيب العادلى.. وهو آخر وزير داخلية سابق.. فى عهد مبارك الملىء بالفساد.. من الفيلات والقصور والأراضى والشقق وكذلك الأموال السائلة والموضوعة فى البنوك.. أو القابعة تحت البلاطة.. والتى حصرها جهاز الكسب غير المشروع.. أصابتنى بالدوار بعد قراءتها.. لدرجة أننى كنت أصاب بالرعب.. وأنا أواصل مطالعتها.. خوفًا من أن يكون جنابه.. قد نجح فى ضم بيت والدى.. لقائمة ممتلكاته.. لِمَ ﻻ والرجل نجح فى ضم أملاك وممتلكات تعجز عن حصرها.. والوصول لنهايتها!!

كل هؤلاء الحيتان ظلوا سنوات وسنوات.. بعيدًا عن أيدى كل الأجهزة الرقابية.. وتعجز أى جهة عن المساس بذواتهم ومناصبهم الحساسة!!

وكانت كل الأجهزة الرقابية.. تقف مغلولة الأيدى عن الإمساك.. بتلك الحيتان المتوحشة التى تمرح.. فى بحور وأنهار ووديان الوطن!!

بل إن كشف الفساد فى هذه العهود.. كان انتقائيا.. وبأمر مباشر من السلطة.. فمن أرضى عنه يعيش فى كنفها.. فى أمن وأمان كاملين.. ومن تغضب عليه تلك السلطة.. أو يرفض مشاركتها فى التهام جزء من التورتة التى جمعها بالحرام.. طوال عمره التطويل.. هنا فقط تحل عليه لعنات السماء.. وتمطر عليه أمطار الغضب.. وتقوم الأجهزة الرقابية بكشفه وفضحة وتجريسه بين العالم.. وتبقى فضيحته على كل لسان فشر فضيحة الأرملة الطروب.. التى تنسى شرف المرحوم.. وترمى بنفسها فى أحضان العشاق!!

أما اليوم وبحمد الله.. أصبحت أيدى رجال الرقابة الإدارية.. حرة طليقة فى اصطياد الحيتان المتوحشة.. أيا كان اسمها أو شكلها أو حتى حجمها.. فكم من وزير أمسكت الرقابة الإدارية بخناقه.. وسلمته للمحاكمة بعد ضبطه بالصوت والصورة.. وكم من محافظ ورئيس حى.. وكل يوم تنجح فى الإمساك بحوت جديد.. يصبح حديث المدينة والقرى!!

وهنا لابد وأن نذكر نقطة فى غاية الأهمية.. حدثت فى هذا العهد.. ولابد وأن نذكرها إحقاقا للحق.. وهى أن كشف الفساد فيه.. لم يصبح انتقائيا.. بمعنى أن هذا مسئول محصن.. وهذا مسئول مهدر دمه ومسموح باصطياده!!

الآن لا حصانة لمسئول فاسد.. أيا كان اسمه أو صفته.. أو علو منصبه الكل تحت عين ورقابة رجال الرقابة الادارية!!

فكم من وزير أمسكوه.. وكم من محافظ قفشوه.. وكم من رئيس حى أقاموا عليه الحد!!

ربما لأن رئيس الجمهورية دائمًا يقول إن الفساد.. أخطر من الإرهاب فاعتبرت الرقابة الإدارية.. تصريحات الرئيس دستورًا لعملهم.. فانطلقوا يطاردون الفساد والمفسدين دون أى خوف أو وجل.

تحية خاصة من قلب هذا الوطن.. للوزير محمد عرفان ورجاله الأفذاذ.. ممن نذروا أنفسهم للوطن.. وضحوا بوقتهم وراحتهم من أجل عيونه.